التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الغيبة

علاج الغيبة


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


علاج الغيبة
أن الغيبة هي ذكرك لإخوانك بما يكرهون، وأنك إن كنت صادقاً فهذه الغيبة، وإن كنت كاذباً فهذا بهتان، وإن كنت ناقلاً للغيبة فهو إفك، كما قال ذلك الحسن البصري.

أن الغيبة لا تقتصر على اللسان، بل على الإشارة التي تشعر بالانتقاص، أو حتى بتقليد فعل الشخص، ومحاكاة قوله، وكل ما يؤدي إلى أذيته.

وقد تُباح الغيبة في أحوال، مثل: التقاضي، أو أن تذكر عيب الشخص لمن تعلم أن بإمكانه أن يصلحه، أو لمن سيدخل معه في معاملة أياً كانت، كزواج، أو جيرة، أو تجارة، فمن تمام النصح للمسلم أن تذكر ما تعرفه من عيوب الآخرين، وهذا قد يساهم حقيقة في تغيير صاحب الخلق المذموم.

ألا ما أعظم حرمة المسلم! فما بالك بالذي يتجاوز حد الغيبة باللسان والكلام والمحاكاة ليصل أذاه إلى ظلم أو سفك دم أو أكل مال وغير ذلك.

المهم فلعلاج الغيبة خصوصاً وسوء الأخلاق عموماً إنما تعالج بالجمع بين العلم والعمل.

وعلاج اللسان وكفه عن الغيبة على وجهين: أحدهما على الجملة، والآخر على التفصيل.

أما على الجملة: فهو أن يعلم تعرضه لسخط الله -تعالى- بغيبته بهذه الأخبار التي رويناها، وأن يعلم أنها محبطة لحسناته يوم القيامة، فإنها تنقل حسناته يوم القيامة إلى من اغتابه بدلاً عما استباحه من عرضه، فإن لم تكن له حسنات نقل إليه من سيئات خصمه، وهو مع ذلك متعرض لمقت الله -عز وجل-، ومشبه عنده بآكل الميتة.

بل العبد يدخل النار بأن تترجح كفة سيئاته على كفة حسناته، وربما تنقل إليه سيئة واحدة ممن اغتابه فيحصل بها الرجحان ويدخل بها النار، وإن أقل الدرجات أن تنقص من ثواب أعماله، وذلك بعد المخاصمة والمطالبة والسؤال والجواب والحساب.

هكذا ينبغي أن تضع في حسبانك.

أم التفصيل: فالمسلم يتأمل في حاله إذ اغتاب أخاه فأي شيء يحصله... ما لفائدة التي جناها؟

هل غيَّر فيه ما يكره من الخصال بمجرد ذكرها للآخرين؟

هل يستطيع بتلك الغيبة أن يغير حتى وجهة نظر الآخرين في المغتاب؟

أبدا بل ربما عاد الأمر إلى نقيض قصده، وقلَبَ الله -تعالى- قلوب الآخرين عليه هو، فليحذر من ذلك!

أما العمل من أجل التخلص من الغيبة: فتكون بالدعاء له، كما علمنا النبي -صلى الله عليه وسلم- فتقول غفر الله -تعالى- لنا وله.

وكذلك بمحاسبة النفس على الغيبة إما بالاعتذار إن أمكن، أو بالقيام بعمل صالح كلما نلت منه غيبة تصلي أو تصوم أو تتصدق، فتعظم في نفسك تلك المعصية، وتنتبه كلما غشيتها.

أعاننا الله وإياكم على طاعته.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نصيحة لمن يشاهدون الصور والأفلام الإباحية

  رسالة ونصيحة لمن يشاهدون الصور والأفلام الإباحية  " إن الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة وأجر كبير " تأمل هذه الآية ووقف عندها كثيراً كثيراً أمام معناها ، الذين يخشون ربهم بالغيب .  هل أنت منهم ؟ الغيب معناه ألا يراك أحد ، أن تكون غائباً عن الخلق فلا يراك أحد فتدعوك نفسك للشهوة ، ثم تقول إن كان أحدٌ لا يراني فالله يراني .  قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ( إن العبد ليحرم الرزق بسبب الذنب يصيبه )  فاعلم ان انسداد ابواب الرزق امام عينيك هي بسبب ذنبك ولاتقول حظي سيء لا انه ذنبك ماجنته يداك فتأمل   يقول النبي صلى الله عليه وسلم  : ( لَأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورًا قَالَ ثَوْبَانُ يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا جَلِّهِمْ لَنَا أَنْ لَا نَكُونَ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَا نَعْلَمُ قَالَ أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ وَيَأْخُذُونَ مِنْ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ ال...

عشر نجوم تضيء حياتك

‏​‏​[ ‏​​‏​‏​‏​‏​‏​عشر نجمات تضيء حياتك ] • النجمة الاولى :  تذكَّر أن ربَّك يغفر لمن يستغفر، ويتوب على من تاب، ويقبل من عاد . • النجمة الثانية :  إرحم الضعفاء تسعد، وأعطِ المحتاجين تُشافَى، ولا تحمل البغضاء تُعافَى. • النجمة الثالثة :  تفاءل فالله معك، والملائكة يستغفرون لك، والجنة تنتظرك . • النجمة الرابعة : امسح دموعك بحسن الظن بربك، واطرد همومك بتذكُّر نعم الله عليك. • النجمة الخامسة :  لا تظن بأن الدنيا كَمُلت لأحدٍ، فليس على ظهر الأرض مَنْ حصل له كلُّ مطلوبٍ، وسلِم من أيِّ كدر. • النجمة السادسة :  كن كالنخلةِ عاليَه الهمَّة، بعيده عن الأذى، إذا رُمِيت بالحجارة ألقتْ رطبها . • النجمة السابعة :  هل سمعتَ أنَّ الحزنَ يُعيدُ ما فات، وأن الهمَّ يُصْلِح الخطأ، فلماذا الحزن والهم؟! • النجمة الثامنة :  لا تنتظر المحن والفتنَ، بل انتظر الأمن والسلامَ والعافية إن شاء الله. • النجمة التاسعة :  طفيء نار الحقد من صدرك بعفوٍ عام عن كلِّ من أساء لك من الناس . • النجمة العاشرة :  الغسلُ والوضوءُ والطيبُ والسواكُ والنظامُ أدويةٌ ناجحةٌ لكلِّ كدرٍ وضيق 