السبت، 30 يناير 2021

المؤمن من تسره الحسنة

على خُطى الرَّسول ﷺ
إذا عَمِلَ حَسَنَةً سرَّته

جاء رجلٌ إلى أبي ذرٍّ، وسأله عن الإيمان، فقرأ عليه أبو ذرٍّ قول الله تعالى: " لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ "
فقال الرَّجلُ: ليسَ عن البرِّ سألتك!
فقال له أبو ذرٍّ: جاءَ رجلٌ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فسأله عن الذي سألتني عنه، فقرأ عليه كما قرأتُ عليكَ، فقال له الذي قلتَ لي، فلما أبى أن يرضى، قال له النبيُّ صلى الله عليه وسلم: أُدْنُ مني!
فلما دنا منه، قال له: إنَّ المؤمن إذا عمل الحسنة سرَّته، ورجا ثوابها، وإذا عملَ السَّيئة ساءته، وخاف عقابها!

إذا سرَّتكَ حسنتُكَ، فأنتَ مؤمن!
الدنيا مزرعة الآخرة، ونحن نزرع فيها، والحصاد غداً حين نُقبلُ على الله تعالى، والمؤمن هو الذي إذا بذرَ بذرة خير في الدنيا، وجد سعادة في نفسه، وراحةً في قلبه، يعلمُ يقيناً أنه أراد بهذه الحسنة وجه الله تعالى، وأنه لاقيه لا محالة، وأنه لا أحد أوفى من الله، وأنه سيحسِنَ له الجزاء

وإذا ساءتكَ سيئتكَ فأنتَ مؤمن!
كلنا ذو خطأ، ولو كان للذنوب رائحة ما جالس أحدٌ أحداً، فسبحان من ستر منا ما نكره أن يراه الناس، ونشر لنا ما نحبُّ أن يراه الناس! يقعُ الذَّنبُ من المؤمن، فتجده يحزن، وينكسر قلبه، فيسارع على الفور بالعودة إلى الله، صلاةً، واستغفاراً، وصدقةً، وقيام ليل، ودمعة صادقة!
ولكن الخوف كل الخوف على من اقترفَ السَّيئة فلم يحزن، وعلى من عصى فظنَّ حلم الله عليه عجزاً، وعلى من فجرَ فسُتِر، فتمادى بدل أن يتوب!

يقول الدكتور محمد رجب: يا بُنيَّ، ليس أضرُّ ذنبك أوله ولا آخره، ولا دِقَّه أو جلِهُّ، وإنما مقتلُكَ عند أول ذنبٍ لم تتوجع له نفسكَ، ولم يستوحش منه قلبك، بل ألِفه واعتاده، ولم تجد فيه تلك الكسرة التي تحملكَ على التوبة! يا بُنيَّ لو أحسنَّا التفتيش في أيامنا لاستخرجنا ذنوباً كثيرة قد صارتْ من عادات الحياة، فما عادتْ تنتبه لحرمتها القلوب!
يا بُنيَّ: إنما أضرُّ ذنبٍ ما خدَّركَ!

أدهم شرقاوي

ان الله يحب معالي الأمور

على خُطى الرَّسول
إنَّ اللهَ يُحِبُّ معالي الأمور!

كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم سهلاً، عذباً، رقيقاً، ليناً، ينهى عن التكلف، ويُسلِّمُ على الأطفال في الطريق، ويرقع ثوبه، ويحلبُ شاته، ويخصِفُ نعله، ويمازحُ زوجاته، ويزور أصحابه، كان بسيطاً دون سذاجةٍ وحاشاه، وعظيماً دون تكبر وحاشاه، ولكن البساطة التي مارسها ودعا إليها هي في شؤون الحياة العادية، فكان يقوم بها دون تعقيد، ولكنه نهى عن الاشتغال بالتوافه من الأمور، وحثَّ على علو الهمة في السعي إلى الآخره، لهذا قال: إنَّ الله يُحِبُّ معاليَ الأمور، ويكره سفاسفها!

كان الإمام أحمدُ يكثِرُ من ذكر شيخه الإمام الشافعي أمام أهله، ويُثني عليه، ويُعظِّمُ شأنه، وزار الإمام الشافعيُّ يوماً تلميذه الإمام أحمد في بيته، تناول الضيّفُ الطعام، ومضى إلى فراشه، ثم صلى بأهل البيت صلاة الفجر، ثم عاد إلى مضجعه ليكمل أذكاره...
كان كل شيء يبدو عادياً جداً إلى حين قالت ابنة الإمام أحمد له: يا أبتاه أهذا هو الشافعي الذي كنتَ تحدثني عنه؟
فقال: نعم يا ابنتي
فقالت: سمعتك تُعظِّم الشافعي، وما رأيتُ له هذه الليلة لا صلاةً ولا ذِكراً ولا وِرداً، وقد لاحظتُ عليه أموراً ثلاثة!
فقال: وما هي يا ابنتي؟
فقالتْ: عندما قدَّمنا له الطعام أكل كثيراً على خلاف ما سمعته عنه، ولم يقُم ليصلي الليل، وعندما صلى بنا الفجر لم يتوضأ!
فأخبرَ الإمامُ أحمد الإمامَ الشافعي بما قالته ابنته
فقال الشافعي: يا أحمد لقد أكلتُ كثيراً لأنني أعلمُ أن طعامكَ حلال، والطعام الحلال دواء، وبي مرض، فأكثرتُ من طعامكَ لا لأشبع وإنما لأتداوى!
وأما أنني لم أقم لصلاة الليل، فلأني عندما وضعتُ رأسي لأنام، نظرتُ فكأنَّ أمامي الكتاب والسُّنة، ففتح الله عليَّ باثنتين وسبعين مسألة من علوم الفقه، رتبتها في منافع المسلمين، فحال التفكير بها بيني وبين قيام الليل!
وأما أنني صليتُ بكم الفجر بغير وضوء، فواللهِ ما نامتْ عيني حتى أجدد الوضوء فصليتُ بكم الفجر بوضوء العشاء!
ثم ودَّعه ومضى، فقال الإمام أحمد لابنته: هذا الذي عمله الشافعي الليلة وهو مستلقٍ أفضل مما عملته وأنا قائم!

لقد أعطتنا ابنة الإمام أحمد درساً عملياً في الاهتمام بمعالي الأمور وترك سفاسفها! فملاحظاتها كانت حول طعام كثير لا تعهده من الفقهاء، وحول قيام الليل، ووضوء الفجر! إنها لم تُعلِّق على ثياب الإمام الشافعي، ولا عمامته، ولا شكله، ولا مظهره، فالاشتغال بالمظاهر، وبفلان لبس كذا، وفلانة اشترت كذا، وعِلاَّن سافرَ، وعلتان عاد، هو من سفاسف الأمور0
انظروا إلى الدنيا بعين الآخرة تعتادون الاهتمام بمعالي الأمور!

أدهم شرقاوي

عجوز بني إسرائيل


مثل عجوز بني إسرائيل!

نزلَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم يوماً في ضيافة أعرابيٍّ فأكرمه، وعندما همَّ بالرحيل عنه قال له: يا أعرابي اِئْتنا. يريدُ أن يردَّ إليه معروفه، فهكذا كان يحفظُ المعروف ولا ينساه!
ثم إن الأعرابي لم تطلْ به المدة حتى جاءه، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: يا أعرابي سَلني حاجتك
فقال: ناقة نركبها، وأعنزٌ يحلبها أهلي!
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: أعجزتَ أن تكون مثل عجوز بني إسرائيل؟!
فقال أصحابه: يا رسول الله، وما عجوز بني إسرائيل!
فحدَّثهم أن يوسف عليه السلام كان قد أوصى قومه إذا خرجوا من مصر أن يحملوه معهم ليُدفن في الأرض المقدسة، ولمّا أعلَمَ موسى عليه السلام بني إسرائيل أن وقت الخروج من مصر قد حان، أخبروه بوصية أخيه يوسف، فسألهم أين يقع قبره ليُنفِّذوا وصيته. فأخبروه أن لا أحد يعرف مكانه إلا امرأة عجوز طاعنة في السن، فطلب منها موسى عليه السلام أن تدله على مكانه، فرفضتْ أن تُخبره حتى يعدها بأنها ستكون رفيقته في الجنة! فرفضَ لأنه لا يملك إدخال الناس الجنة أو النار، فأوحى الله تعالى إليه أن أعطِها ما طلبتْ! فأعطاها موسى عليه السلام طلبها، فدلتهم على مستنقع، وقالت جفِّفوا ماءه فتحته قبر يوسف عليه السلام! فجففوا الماء وأخرجوا جُثمان يوسف عليه السلام ونفَّذوا وصيته!

وانظُرْ لتواضعه، صعد إلى السماء السابعة، وبلغ مبلغاً لم يبلغه مخلوق من قبل، ولكنه عندما عاد إلى الأرض بقي مُتواضعاً، ينزل في خيمة أعرابي لا يعرفه أحد، ويحفظ له معروفه، ويطلب منه أن يأتيه ليُكافئه، فما بالنا نحن إذا امتلكَ أحدنا سيارة فارهة تمختَرَ بين الناس تمختُر قارون في أهل مصر، وإذا حاز على شهادة عُليا ظنَّ نفسه أحد كتبة الوحي، فتعالى على الناس وعبدَ لقبه، والويل ثم الويل لمن ناداه بإسمه مُجرَّداً من لقب دكتور، أو باش مهندس، تواضعوا فما نحن إلا من تراب وإلى تراب نصير!

الدنيا جسر عبور إلى الآخرة فلا تجعلها همَّك، وقد انزعج النبيُّ صلى الله عليه وسلم من الأعرابي وقد فتحَ له باب الطلب، فإذا به يطلب ناقةً وأعنُزاً!
العمل شيء مشروع، ولا شيء في تحصيل المال، والعيب أن يكون الإنسان عالة، ولكن ثمة فرق بين أن تكون الدنيا في يدك وبين أن تكون في قلبك، فكُن عجوز بني إسرائيل في همتها لا الأعرابي في تفاهةِ طلبه!

الأعمار بيد الله، وقد كثُر موت الفجأة، فاكتُبْ وصيتك!
يرحل الأب الثري فلا يدري أولاده ما له وما عليه، وربما تشاجروا فيما بينهم على الإرث، كل واحد يُريد أن يحصل على المزيد من حق إخوته، فتتفرَّق العائلة، ويتشتت الأولاد، وينقطع الرحم!
المالُ عزيز، والنفسُ البشرية طماعة، فلا تترك أولادك خلفك في ساحة حرب، هذا يوسف عليه السلام قد أوصى لمئات السنوات بعد موته، وليس في وصيته تركة ولا درهم ولا دينار، ولا شيء ممّا يتنازع فيه الناس، فلماذا لا نُوصي نحن حفظاً لحقوق الورثة، وحفظاً لمالك، وكم من ميت مات فجاء أحدهم يقول كان لي عليه مال، والوَرَثة بين نارين، دَيْن قد يكون مزعوماً فيخسروا بعض ما ورثوه، أو دَيْن صحيح قد لا يُعطونه صاحبه فيحمل الميت وزره!
أدهم شرقاوي


ولو بشق تمرة


ولو بِشِقِّ تمرة!

كان النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم جالساً بين أصحابه، فجاءه قومٌ من مُضَر/قبيلة عربية، حُفاةٌ، ثيابهم بالية، فتمعَّرَ/تغيَّرَ وجهه لِمَا رأى بهم من الفقر، فدخلَ بيته ثم خرج، فأمرَ بلالاً فأذَّنَ، وأقام، فصلَّى، ثم خطبَ وحثَّ على الصدقة فقال: "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظُرْ نفسٌ ما قدَّمتْ لغدٍ واتقوا الله".
تصدَّقَ رجلٌ من ديناره، من درهمه، من ثوبه، من صاع بُرِّه/قمحه، من صاع تمره، حتى قال: ولو بِشِقِّ تمرة!
فجاء رجلٌ من الأنصار بِصُرَّةٍ كادتْ كفه تعجزُ عن حملِها فوضَعَها بين يدي النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، ثم تتابع الناس حتى صارَ في المسجد كومان من طعامٍ وثياب، فتهلَّلَ وجهُ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم كأنه فلقة قمر لمَّا رأى هذا التكافل والتراحم بين المسلمين، ثم وقف وقال مُثنياً على الأنصاري الذي بدأ في الصَّدقة وقلَّده الناس: "من سَنَّ في الإسلام سُنَّةً حسنةً فله أجرُها وأجرُ من عملَ بها بعده من غير أن ينقصَ من أجورهم شيء، ومن سنَّ في الإسلام سُنَّةً سيئةً كان عليه وِزرها ووِزر من عمل بها بعده من غير أن ينقصَ من أوزارِهم شيء"!

المُسلمون أُمةٌ واحدةٌ من دون الناس، وعائلةٌ واحدةٌ أبوهم القرآن وأمهم السُّنَّة، يشُدُّ بعضهم أزر بعض، يساعدُ قوِيُّهُم ضعيفَهم، ويُطعِمُ غنيُّهم فقيرَهم، ويُرشِدُ مُهتديهم ضالهم، ويُقيم قائمُهم مُتعثِّرَهم، يفرحُ بعضُهم لفرح بعضٍ، ويحزنُ بعضُهم لحزنِ بعض، يتهللُ وينتشي بعضُهم بنصرِ مُجاهدٍ في بلادٍ بعيدة عنه كأن النَّصر نصره وهو كذلك فعلاً، ويغتمُّ بعضُهم لمشهدِ طفلٍ تحت الركام قتلتْهُ يدُ الإجرامِ كأن الطفل طفله وهو كذلك فعلاً!

من سَنَّ في الإسلام سُنَّةً حسنة، أي ما ينفعُ الناس ولا يتعارض مع الشَّريعة! وهذا يشمل الدنيا لا الدين، وإلا من أنتَ لتُضيفَ للدِّين جديداً وقد قال ربنا قبل ألفٍ وأربعمئة سنة "اليوم أكملتُ لكم دينكم"!

كُنْ الأول في الخير ولكَ أجرُ من قلَّدك!
خَفِّفْ المهرَ على خاطب ابنتك بعد أن غلا، وكُنْ قدوة للناس، ولكَ أجرُ من قلَّدكَ!
اِبدأْ مشروع صدقة، بادِرْ بفكرة طيبة، قُمْ بحملةٍ لسد دين، وأخرى لعلاج مريض، الإنسان الذي يطلبُ لنفسه يصغُرُ، والذي يطلبُ لغيره يكبُرُ ويرتفع، فكُنْ مفتاحاً للخير!
أدهم شرقاوي

الثلاثاء، 12 يناير 2021

من علامات تدبر القرآن

هل تعلم أن لتدبر القرآن علامات وصفات فمن وجد واحدة من هذه الصفات أو العلامات أو أكثر فقد وصل إلى حالة التدبر والتفكـــر ، أما من لم يحصل له أياً من هذه العلامات فهو محروم من تدبر القرآن ، ولم يصل بعد إلى شيء من كنوزه وذخائره

1- ﴿ وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُول تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوامِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِين [(83) سورة المائدة



2
إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ)
وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُه زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴾ [ سورة الأنفال
‏ 3- ﴿ وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ﴾ [ (124) سورة التوبة]
‏4- ﴿ قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُواْ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا * وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً * وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا ﴾ [107-109 :سورة الإسراء]
‏ 5- ﴿ إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا ﴾ [(58) سورة
‏6- ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا ﴾ [(73) سورة الفرقان]
‏ 7- ﴿ وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ ﴾ [(53) سورة القصص ]
 ‏
 ‏
 ‏8- ﴿ اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاء وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ﴾ [ (23) سورة الزمر]

إن كل يوم يمر بك ولا يكون لك نصيب من قراءة القرآن ولا نصيب ورزق من هذه العلامات ، فقد فاتك فيه ربح عظيم ، وهو يوم حري أن يبكى على خسارته

إنما بعثتم ميسرين


إنما بُعثتم مُيَسِّرين!

بينما النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم جالس في المسجد مع أصحابه إذ دخلَ أعرابيُّ فقال: اللهمَّ ارحمني ومحمداً، ولا ترحم معنا أحداً!
فقال له النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: لقد تحجَّرْتَ/ضيَّقتَ واسعاً!
فلم يلبث الأعرابي طويلاً حتى قام يبولُ في زاوية من زوايا المسجد فهرعَ إليه الصحابة ينهونه، فقال النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: لا تزرموه/لا تقطعوا عليه بوله، دعوه!
فلما انتهى الأعرابي، أشارَ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم إلى مكان بول الأعرابي، وقال: أهريقوا/صُبُّوا عليه دلواً من الماء!
ثم قال لهم يُعلمهم درساً عظيماً من دروس الدعوة إلى الله: إنما بُعثتم مُيَسِّرين ولم تُبعثوا مُعَسِّرين!

الدرس الأول:
لا تقبل مديحاً فيه مُخالفة للشرع، فلم يرضَ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم قول الأعرابي: اللهم ارحمني ومحمداً ولا ترحم معنا أحداً! وأخبره أن رحمة الله واسعة ولا يحق لأحد أن يُضيقها!

ودخل ابن هانئ الأندلسي على الحاجب المنصور في الأندلس وقال له:
ما شئتَ لا ما شاءت الأقدار
فاحكم فأنتَ الواحد القهارُ

وكأنما أنتَ النبيُّ محمدٌ
وكأنما أنصارك الأنصارُ

فأمر الحاجب المنصور بجلده، وقال له: واللهِ لا تُساكنني في أرض واحدة، ونفاه إلى المغرب!

الدرس الثاني:
الإنسان ابن بيئته وطبعه ومألوفه، وهذا أعرابي اعتاد حيث أدركته حاجته أن يقضيها، فترفَّقَ به النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم، وتعاملَ مع الموضوع على قُبحه بهدوءٍ واتزانٍ، في حين أنه كان يُؤدِّب أصحابه على هفواتهم لأنهم تربّوا ونضجوا على يديه، تماماً كما نزع خاتم الذهب من يد رجل من الأنصار ورماه أرضاً وقال: يعمدُ أحدكم إلى جمرة من نار فيجعلها في يده!
فتفهموا طباع الناس وعاداتهم وأنتم تتعاملون معهم!

الدرس الثالث:
العاقلُ يُقدِّر العواقب، ويختار أخفَّ الأضرار، لقد أمرهم أن لا يقطعوا على الأعرابي بوله، لأن في هذا ضرر عليه، ولو فعلوا لنجّسَ ثيابه، ثم نجَّسَ قدراً أكبر من المسجد، وهذا مبدأ عظيم من مبادئ الدعوة إلى الله: يجب أن لا يؤدي رفع الضرر إلى ضرر أكبر منه!

الدرس الرابع:
إنما بُعِثتم مُيَسِّرين، ولم تُبعثوا مُعسِّرين!
إنَّ الله يفتحُ باللينِ قلوباً لا تُفتح بالسيف، ويهدي بالرفق أقواماً ما كانوا ليهتدوا بالشِّدَّة والعنف! العاصي إن لم يجد في الداعية حُباً وشفقة فما الذي سيدفعه لترك معصيته، كثيراً ما تؤدي الموعظة القاسية إلى الاستمرار في المعصية عناداً، ووظيفتنا أن نأتي بالناس إلى الله، ونضع أقدامهم على الطريق، لا أن نقف بينهم وبينه!

أدهم شرقاوي

الاثنين، 11 يناير 2021

حسن الخاتمة

‏حسن الخاتمة ليس مقصورًا على أن تموت في مسجد أو على سجادة أو المصحف بين يديك
مات النبيﷺ على فراشه ومات أبو بكر كذلك
حسن الخاتمة أن تموت على الإسلام وقد برئت من النفاق
أن تموت وليس لأحد عندك مظلمة
أن تموت وأنت تحبّ لقاء الله
أن تموت فيكون أول من يفقدك مُصلّاك ومصحفك
.
بندر الشراري

مثقال ذرة من كبر


مثقال ذرَّةٍ من كِبر!

كان الصحابيُّ حكيمُ بن حِزام من أشراف قُريش، وكان يطلبُ العِلم عند مُعاذ بن جبل، رغم أنه أكبر من معاذٍ بخمسين سنة!
فقيل له: أنتَ تتعلَّمُ على يد هذا الغلام
فقال: إنما أهلكَ الناس الكِبر!

وعن الكِبر وخطورته، كان النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم جالساً يوماً بين أصحابه، فقال لهم: لا يدخل الجنَّة من كان في قلبه مثقال ذرَّةٍ من كِبر!
فقال رجل: يا رسول الله، إنَّ الرَّجلَ يُحبُّ أن يكون ثوبه حسناً ونعله حسناً!
فقال له: إنَّ الله جميلٌ يُحبُّ الجمال، الكِبَرُ بَطَرُ الحقِّ، وغَمْطُ الناسِ!

وبَطَرُ الحقِّ هو ردُّه وعدمُ قبولِه بعدما تبيَّنَ وصارَ واضحاً جلياً!
وما أكثر هؤلاء الذين يُجادلون على مبدأ عنزة ولو طارتْ! يجادلُكَ أحدهم في مسألةٍ فقهيةٍ عن الربا أو الميراث وهو بالكاد يعرف كيف يتوضأ، فتُحضِرُ له الآية، والحديث، وأقوال الأئمة، فيقول لكَ: لم أقتنع! وكأنه أبو حنيفة في الرأي، والشافعيُّ في القياس، ومالكٌ في الاستدلال، وأحمدُ في الترجيح! وما هو إلا الكِبر، وخالِف تُعرف!

جرى بين ابن حزمٍ وبين أحد فقهاء الأندلس مُناظرة في مسألة، وانفضَّ المجلسُ على أن ابن حزمٍ هو الغالبُ فيها، فلما عادَ إلى بيته، تذكر كتاباً عنده، فقام يقرأ فيه، فتبيَّن له أن الحقَّ مع الرجل وليس معه، فوضعَ خطاً تحت المسألة، فقال له أحد تلامذته: ماذا تنوي؟
فقال له: أذهبُ إليه غداً وأُخبرُه بصواب رأيه وخطأ رأيي!
فقال له: أتفعلُ بعد أن كانتْ الغلبة لكَ
فقال ابن حزم: لو استطعتُ أن أذهبَ إليه الآن لذهبتُ!

وما أكثر الكِبر في الحياة! تحصلُ الخصوماتُ بين الناس، ويدخلُ المُصلحون، ويَتبين للمُخطئ خطأه ولكنه يركب رأسه! وقد يأكل أحدهم حقَّ أخيه، فيعرف أنه الظالم، وما يمنعه أن يرجع إلا الكِبر!

أما عن احتقارِ الناس فحدِّثْ ولا حرج!
يظنُّ أحدهم أن شهادته، وماله، ووظيفته المرموقة تجعله ابن ستٍ والناس أولاد جَوارٍ، إن مرَّ لم يُسلِّم، وإن سلَّم فمن رأس منخاره!
العلمُ الذي لا يجعلك متواضعاً جهلٌ آخر! وإبليس بالمناسبة من أعلم الخلق، ولكن ما أهلكه إلا الكِبر!
والمالُ الذي لا يجعلك تستشعر فقركَ أمام الله هو فقرٌ آخر، وقارون بالمناسبة كان أغنى منك ولكن ما أهلكه إلا الكِبر!
تواضعوا، فما تواضع أحد للهِ إلا رفعه!

أدهم شرقاوي

خطوات الشيطان

‏تأتي المعصية
فترحل الطاعة..
ويرحل الخوف من الله
ثم تذهب الطمأنينة والأنس مع الله
ويأتي ضنك العيش وعسر الحال
وقلة البركة في الوقت والمال والولد

تذكر أن
أصعب الحرام أوَّله
ثم يسهل
ثم يُستساغ
ثم يُؤْلف
ثم يحلو
ثم يُطبع على القلب
ثم يبحث القلب عن حرام آخر...
انها خطوات الشيطان

الأحد، 10 يناير 2021

كيف أصل الى الله


تسألني : كيف أَصِلُ إلى الله؟
فأقولُ لكَ : لقد تأملتُ في سِيَر الذين وصلوا، فوجدتُ أنهم ما وصلوا إليه إلا بالتسليم له!

عندما أمرَ اللهُ نوحاً عليه السَّلام بأن يصنعَ السَّفينة
باشرَ على الفورِ دون أن يسأله : وماذا تفعلُ سفينة في وسط الصحراء يا رب؟!

وعندما أمرَ اللهُ إبراهيم عليه السَّلام أن يذبح ابنه
باشرَ على الفور دون أن يسأله : ما الحكمة في أن يذبح الأبُ ابنه؟!

وعندما أمرَ الله أم موسى أن تُلقيه في النهر
باشرتْ على الفور دون أن تسأله : ألا يوجد طريقة أخرى أقل خطورة ؟!

وعندما تركَ إبراهيمُ عليه السَّلام هاجر وابنها في صحراء قاحلة وليس معهما إلا جراب تمرٍ وقربة ماء
لم تسأله إلا سؤالاً واحداً : آلله أمركَ؟
فلما قال لها : نعم
قالتْ : اِذهبْ فلن يُضيِّعنا الله!

ثم دار الزمان، وجعل الله للسفينة طوفاناً، وللطفل الذبيح كبشاً للفداء فقد كان القصد ذبح التعلق لا ذبح الغلام، وجعل النهر ساعي بريد أوصل لفرعون الرضيع الذي على يديه هلكته، وجعل تلك البقعة المقفرة من الصحراء مكة قِبلة المؤمنين إلى قيام السَّاعة!

يا صاحبي إذا أردتَ الوصول أَطِعْ دون الدخول في التفاصيل
سلِّمْ لله بما يريدُ يعطيك ما تريد

والسَّلام لقلبك ❤️

الخبيئة

على خُطى الرَّسول 
خِبْءٌ من عملٍ صالح! 

قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم مرةً لأصحابه: من استطاع منكم أن يكون له خبءٌ من عملٍ صالحٍ فليفعل! 

خرجَ المسلمون يوماً لقتال الروم، فلما التقى الجيشان خرجَ فارس من جيش الروم يطلب المبارزة، فخرج له رجل مُلثَّم من جيش المسلمين فبارزه حتى قتله!
ثم خرج فارس آخر من جيش الروم يطلب المبارزة، فخرج إليه نفس الرجل الملثم من جيش المسلمين فبارزه حتى قتله!
ثم خرج فارس ثالث من جيش الروم يطلب المبارزة، فخرج إليه نفس الرجل الملثم من جيش المسلمين فبارزه حتى قتله!
فاجتمع عليه المسلمون يريدون أن يعرفوا من هو، وهو يمسك بلثامه خشية أن يعرفه أحد، فقام رجل يُقال له أبو عمر ونزعَ اللثام عن وجهه فإذا هو عبد الله بن المبارك!
فقال لأبي عمر: ما حسبتكَ ممن يُشنِّعْ علينا يا أبا عمر! 

أراد عبد الله بن المبارك أن يكون جهاده خبيئة بينه وبين الله تعالى، لا يدري بها أحد من خلقه، واعتبرَ أن كشف وجهه من قبل أبي عمر فضيحة له! إلى هذا الحد بلغَ به الإخلاص، أن يخفي وجهه في موضع لا تُخفى فيه الوجوه مخافة أن يرى الناس حسن صنيعه فيثنون عليه وهو يريد أن يبقى جهاده في سبيل الله سراً بينه وبين الله! 

من استطاع منكم أن يكون له خبيئة فليفعل!
الخبيئة الصالحة هي عبادة تفعلها ولا تُطلع عليها أحداً من الخلق تُبقيها لكَ ذُخراً إلى يوم تُبلى فيه السرائر!
الخبيئة الصالحة هي صدقة تضعها في يد فقير دون تصوير أو توثيق، تخفيها حتى عن امرأتك!
الخبيئة الصالحة هي ركعات تصليها في جوف الليل وأهل بيتك نيام، تتسحِّبُ من فراشك كي لا يشعر بكَ أحد!
الخبيئة الصالحة هي ورد من القرآن تلزمه دائماً لا تتباهى به ولا يدري عنه أحد!
الخبيئة الصالحة هي أذكار وتسابيح واستغفار بينك وبين الله وأنت تقود سيارتك، أو وأنت تتسوق، أو وأنت تمارس رياضة المشي اليومي!
الخبيئة الصالحة هي دمعة تنزل من عينك حين تقرأ آيةً عن عذاب النار، فتمسحها بيدك كي لا يراها أحد!
أكثروا من الخبايا فإنَّ الله يحبها!

أدهم شرقاوي

عنوان خطأ

الأديان السماوية الثلاثة....عنوان خطأ


اليهودية والنصرانية شرائع وليست أديان


معلومة رائعة عن ديننا الإسلامي أغلبنا يجهلها فتعرفوا عليها وعرفوا الأخرين بها


الأديان السماوية الثلاثة


لأول مرة أستوعب أن هذهِ المقولة خطأ عندما درست العقيدة الصحيحة


لا يوجد شيء أسمه الأديان السماوية الثلاثة


قال الله تعالى :-


{إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ}[19آل عمران 19]


إذاً ماهي اليهودية والنصرانية؟


أولاً كتبهم اسمها التوراة والإنجيل


وهي "شرائع وكتب سماوية وليس ديانات والدين واحد فقط وهو الإسلام"


قال الله تعالى ؛-


﴿لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا﴾[48المائدة]


فالشرائع تختلف حيث أن كل شريعة تختلف عن الأخرى في الحرام والحلال ولكن الدين واحد


فكل الأنبياء والرسل دينهم واحد وهو الإسلام


أما الإدعاء بأن اليهودية والنصرانية ديانة


فاليهود والنصاري هم الذين سموا أنفسهم بذلك ولم يسمهم الله سبحانه وتعالى نصارى أو يهوداً


قال الله تعالى:-


{وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ}[14 المائدة]


{وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ تَهْتَدُوا}[ 135 البقرة ]


فهم الذين قالوا على أنفسهم


ولكن كل الأنبياء


والرسل قالوا إنا مسلمون


حتى فرعون قال حين أدركه الغرق


{قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ}[ 90 يونس ]


فلماذا لم يقل وأنا من اليهود !؟.


وهذه الآيات التي تدل على أن الدين واحد وهو الإسلام وليس ثلاث ديانات


قال نبي الله نوح عليه السلام


{فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ ۖ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ}[ 72 يونس ]


وقال نبي الله إبراهيم عليه السلام لبنيه


{وَوَصَّىٰ بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُسْلِمُونَ}[ 132 البقرة ]


وقال نبي الله يوسُف عليه السلام


{تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ} [ 101 يوسف]


وقال نبي الله موسى عليه السلام


{وَقَالَ مُوسَىٰ يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ}[ 84 يونس]


وقال نبي الله عيسى عليه السلام


{فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَىٰ مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}[ 52 آل عمران]


وتأتي الآية الجامعة لكل الأنبياء وهم يقرّون بأنهم مسلمون


{قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}[ 136 البقرة]


وجاء خاتم النبيين والمرسلين سيدنا محمد صل الله عليه وسلم يحمل الشريعة الإسلامية التي تدعوا لدين الإسلام أيضا ولكن بمنهج مكمل لكل الشرائع


فكل من آمن بالله وبكل نبي بعث فهو مسلم


ويشهد أن لا إله إلا الله.

أي أنه مستسلم وخاضع لله وحده إلهآ واحداً لا شريك له.

فصحح عقيدتك؛..

ان اتممت القراءة قل الحمد لله على نعمة الإسلام و صل وسلم على نبينا محمد صل الله عليه وسلم🌹🌹


صلاة الفريضة وصلاة الليل

صلاة الفريضة وصلاة الليل

يونيو 27, 2020

هل تعلم الفرق بين صلاة الفريضة وصلاة قيام الليل ؟

من أروع ما قرأت عن قيام الليل .. كلام تقشعر له الابدان أتمنى من الكل أن يقرأه للنهاية

بطاقة دعوة "من رب العباد"

استوقفتني صلاة الثلث الآخير من الليل فوجدت عجباً:

-أنّ الصلاة المكتوبة نداؤها بصوت البشر، و صلاة الثلث الآخير من الليل نداؤها من ربّ البشر.

-الصلاة المكتوبة يسمع نداءَها كلُّ البشر، وصلاة الثلث الآخير يستشعر نداءها بعض البشر.

-الصلاة المكتوبة نداؤها: (حيّ على الصلاة؛ حيّ على الفلاح)، وصلاة الثلث الآخير من الليل نداؤها: (هل من سائلٍ فأعطيَه..).

-الصلاة المكتوبة يُؤديها أغلبُ المسلمين؛ بينما صلاة الثلث الآخير يُؤديها مَن اصطفاهم الله من المؤمنين.

-الصلاة المكتوبة ربما يصليها بعضهم رياءً، أما صلاة الليل فلا يُصليها أحدٌ إلا خُفيةً خالصةً لله.

-الصلاة المكتوبة يمتزج في أدائها التفكير بمشاغل الدنيا ووساوس الشيطان ؛ أما صلاة الثلث الآخير فهي انقطاعٌ عن الدنيا وبناءٌ للدار الآخرة .

-الصلاة المكتوبة ربما تؤديها لكي تُقابل أحدًا في المسجد ؛ فتتبادل أطراف الحديث معه ؛ بينما صلاة الليل تؤديها ؛ لكي تأنس بالحديث مع الله ، و تتكلم معه ، وتبث همّك وسُؤلك.

-الدعاء في الصلاة المكتوبة ربما يُجاب؛ بينما صلاة الثلث الآخير من الليل وعد الله عباده بالإجابة (هل من سائل فأعطيَه).

-أخيراً .. صلاة الثلث الآخير من الليل لا يوفق بالقيام بها إلا من أراد الله له أن يأنس بالحديث معه وسماع همومه وشكواه ؛ لأنه من أقرب البشر له ؛

فهنيأً لمن حصل على بطاقة دعوة من ربّ العزة والجلال للجلوس بين يديه وسماع حديثه والتلذّذ بمناجاته"

_إذا جلست في الظلآم .. بين يدي الملك العلآم ..

استعمل .. { أخلاق الأطفال !

فالطفلُ إذآ طلب شيئا ، ولم يُعْطَه .. { بكى حتى يأخُذه !

فكن أنت هذا الطفل , وأطلب حآجتك .. " ابن الجوزي

قصة سورة الممتحنة


هل تعرف ما معنى الممتحنه؟


الممتحنة هي فتاة اسمها أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط


و عقبة بن أبي معيط كان يلقب (أشقى القوم) لانه هو من ألقى سلا الجزور على ظهر رسول الله ﷺ وهو يصلي في مكة (سلا الجزور يعني أمعاء الشاة )

وهو نفس الشخص الذي لف رداءه وخنق به النبي ﷺ وهو يصلي حتى أُغمى على النبي ﷺ .. وكان يؤذي النبي والمسلمين بشراسة وحقد

وبالرغم من ضلال عقبة بن أبي معيط.. إلا أن الله جعل من صلبه من يوحد الله ويؤمن بالاسلام

فكانت ابنته الوحيدة أم كلثوم مؤمنة برسالة نبينا محمد ﷺ وكانت مثقفة جدا وطالبة علم وصاحبة عقل وأدب وجمال

ودخل الإيمان في قلب أم كلثوم ولكنها تكتم إيمانها عن أبوها عقبة بن أبي معيط لأنها تعلم أنه مجرم وقد يقتلها


ويأتي موعد الهجرة ويهاجر النبي ﷺ من مكة الى المدينة وكانت أم كلثوم تريد أن تهاجر مع النبي ولكنها تخاف من بطش والدها واخوانها... وصبرت أم كلثوم ... وتأتي غزوة بدر ويُقتل أبوها عقبة بن أبي معيط ويموت على الكفر وتبقى أم كلثوم في بيت أبيها وعمرها 17 عاما وكانت جميلة وتقدم لخطبتها أشراف شبان مكة وأغنى أغنياء مكة وكانت ترفض بحجة حزنها على أبيها وهي مسلمة وتكتم إيمانها وتعبد الله بين مئات الكفار وتصبر أم كلثوم وحلمها أن تهاجر للنبي في المدينة

لكن يحدث ما يغير موازين أم كلثوم ويأتي صلح الحديبية ويكون من شروط صلح الحديبية أنه لو ذهب للنبي إلى المدينة أي شخص حتى يسلم، فالنبي عليه الصلاة والسلام لابد ان يرده ويرجعه الى مكة

وتسمع أم كلثوم بشروط صلح الحديبية وتبكي بكاء مريرا لانها فقدت الأمل بالهجرة للمدينة فلو هاجرت إلى النبي سيرجعها إلى مكة بسبب شروط الصلح

ويشتد الخناق على أم كلثوم وتقرر ان تهاجر حتى لو أرجعها النبي الى مكة

هل يمكن أن تتخيلوا هذا الموقف؟

فتاة جميلة عمرها 17 سنة فقط تهاجر وحدها من مكة الى المدينة المنورة في الليل الدامس والطرقات التي بين مكة والمدينة وعرة وخطرة و المسافة طويلة؟ ليس هذا فحسب بل يمكن بعد كل هذه المخاطرة أن يرجعها النبي ﷺ إلى مكة وإذا أرجعها سيعرف أعمامها أنها مسلمة وقد يقتلوها أو يعذبوها لكنها تقرر أن تهاجر متعلقة بالله وليكن ما يكون .. أنها تهاجر الى الله ورسوله في وسط الليل ليس معها أحد إلا عناية الله..

الله اكبر.. ما هذا الثبات؟

وفعلا تهاجر أم كلثوم وتصل المدينة المنورة وتذهب للنبي ﷺ والنبي يحتار ويتردد فالمروءة والشرف والاخلاق والرجولة تمنعه أن يعيدها ولكنه صادق في عهوده ولابد ان يلتزم بشروط الصلح فماذا يفعل؟

واشتعلت المدينة كلاما فكل الصحابة يرفضون إعادتها بينما الرسول ﷺ صامت رفع الأمر الى الله وينتظر الوحي في قلق وحيرة لم يتعرض لها من قبل

ثم ينزل جبريل بالوحي من فوق سبع سماوات في أمر أم كلثوم وتنزل آيات سورة الممتحنة

( يا أيها الذين أمنوا اذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن، الله أعلم بإيمانهن، فإن علمتموهن مؤمنات

فلا ترجعوهن إلى الكفار لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهن.... ).

الآية 10 من سورة الممتحنة


الله اكبر .. الله اكبر

نزل أمر الله من فوق سبع سماوات بأن أم كلثوم لا تعود الى مكة ويقبلها الله سبحانه وتعالى وتستقبلها زوجات النبي وزوجات الصحابة كفدائية وتبقى في المدينة رغم انف قريش ثم يجزيها على صبرها وايمانها ويجازيها خيرا وتتزوج الصحابي الجليل عبدالرحمن بن عوف أحد العشرة المبشرين بالجنة وأغنى أغنياء المدينة المنورة.. .. فهي التي صبرت ورفضت الزواج من أشراف واغنياء مكة ورفضت ان تبيع دينها من اجل عريس

ربنا كافئها ولم يخيب ظنها وأنزل آيات من القرآن من اجلها


قصة جميلة جدا..

ربما لا تعرفوها..

لذلك ثق بالله ..

فسيعوضك الله ويجبر خاطرك فأبشر دوماً بكل خير


رجل من أهل الجنة

يطلعُ عليكم الآن رجلٌ من أهل الجنَّة!


كان النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم جالساً مع أصحابه في المسجد فقال لهم: يطلعُ عليكم الآن رجلٌ من أهل الجنة!

فدخلَ رجلٌ من الأنصارِ تقطرُ لحيته ماءً من أثر الوضوء.

فلما كان الغد، قال النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: يطلعُ عليكم الآن رجلٌ من أهل الجنة!

فدخلَ الأنصاريُّ ذاته الذي دخل في اليوم الأول.

ولما كان اليوم الثالث، قال النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: يطلعُ عليكم الآن رجلٌ من أهل الجنة!

فإدا بالأنصاري نفسه يدخلُ المسجد!

فلما انفضَّ المجلس، قامَ عبدُ الله بن عمرو بن العاص إلى الأنصاريِّ وقال له:

لقد تخاصمتُ مع أبي، وأقسمتُ أن لا أدخلَ عليه ثلاثة أيام، فإن رأيتَ أن تستضيفني عندكَ حتى تمضي هذه الأيام!

فقال له: أهلاً ومرحباً.

فمكثَ عنده عبد الله ثلاثة أيام فلم يَرَهُ يقوم من الليل شيئاً، وليس له في النهار زيادة عبادات عما كان يفعله الصحابة، غير أنه إذا استيقظَ في الليلِ ذكرَ الله في فِراشه حتى يُؤذِّن المُؤذِّن لصلاةِ الفجر فيقوم فيُصلِّي!


ولمَّا انقضتْ الأيام الثلاثة، وكادَ عبد الله أن يستصغرَ عمل الأنصاري، قال له: لم يكُنْ بيني وبين أبي هجرٌ ولا خُصومة، غير أن النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال ثلاث مرات يطلع عليكم الآن رجلٌ من أهل الجنة، فكنتَ أنتَ في الثلاث، فأردتُ أن أعرفَ ما تفعل حتى نلتها!

فقال الأنصاريُّ: ما هو إلا ما رأيتَ، غير أني لا أجدُ في نفسي لأحدٍ من المُسلمين غِشاً، ولا أحسِدُ أحداً على خير أعطاه الله إياه!

فقال له عبد الله: هذه التي بلغتْ بكَ وهي التي لا نُطِيقُ!


أَصْلِحْ قلبكَ ثم لا يَضُركَ أنكَ لم تقُم إلا بالفرائض، فما يُؤتى الناس إلا من خراب قلوبهم!

لا أجدُ في نفسي غِشاً لأحدٍ من المُسلمين: صِدقٌ في المِعاملةِ، وصِدقٌ في البيعِ، وصِدقٌ في الشراء، وصِدقٌ في المشورةِ، وصِدقٌ في النصيحةِ، وفي الحديثِ "من غشنا فليس منا"!

ولا أحسدُ أحداً على خير أعطاه الله إياه: شرُّ ما مُلِئ به القلبُ بعد الشِرك هو الحسد، والحسد أول ذنبٍ عُصيَ الله به في السَّماء، فما حملَ إبليس على كرهِ آدم عليه السَّلام ثم عدمِ الامتثالِ لأمر الله سُبحانه بالسجود إلا الحسد، حين ظنَّ أنه خيرٌ من آدم عليه السَّلام، وأوْلى بهذه المكانة منه! اِقنعْ بما قسمَ الله لكَ تكُنْ أغنى الناس، ولا تنظُرْ إلى ما في يدِ غيرك، لأنكَ إن فعلتَ فلن تجدَ وقتاً لتحمدَ اللهَ على ما أعطاكَ، وفي الحديث "إياكم والحسد، فإن الحسد يأكلُ الحسنات كما تأكلُ النارُ الحطب"!


أدهم شرقاوي


قبل أن تقبل رأسها

قبل أن تقبِّل رأسها

البر : ليس مجرد قبلة تطبعها على رأس أمك أو أبيك أو على أيديهما أو حتى على قدميهما فتظن أنك بلغت غاية الرضى.

البر هو أن تستشف مافي قلب والديك دون أن تنتظر منهما أمرا.

البر هو : أن تعلم مايسعدهما فتسارع بفعله. وتدرك مايؤلمهما فتجتهد أن لايرونه منك أبداً.

البر قد يكون في أمر تشعر ووالدتك تحدثك أنها تشتهيه فتحضره للتو ولو كان كوباً من الشاي.

البر أن تحرص على راحة والديك ولو على حساب سعادتك فلو كان سهرك في الخارج يؤرقهما. فنومك مبكراً من البر حتى لو فرطت في سهرة شبابية تشرح صدرك.

البر هو أن أفرط بحفلة مع الصديقات إن شعرت ولو لثواني أن هذه السهرة لاتروق لأمي وتشغل بالها وتؤرقها.

البر هو أن أرفه عن أمي في هذا السن الذي لم يعد فيه بالنسبة لها الكثير مما يجلب السعاده والفرح. فأنظم لاستمتاعها بإجازة سعيده قبل أن أنسق لعائلتي فهي السبب الأول في وجود هذه العائلة من الأصل.

البر هو أن أفيض على أمي من مالي ولو ملكت الملايين دون أن أفكر كم عندها وكم صرفت وهل هي بحاجة أم لا فكل ما أنا فيه ماجاء إلا بسهرها وتعبها وقلقها وجهد الليالي.

البر هو أن ابحث عن راحتها فلا أسمح لها ببذل جهد لأجلي فيكفي مابذلته منذ ولادتي إلى أن بلغت هذا المبلغ
البر هو استجلاب ضحكتها ولو غدوت في نظر نفسك مهرجاً !

كثيرة هي طرق البر المؤدية إلى الجنه
فلا تحصروها بقبلة قد يعقبها الكثير من التقصير !

اللهم لاتحرمنا بر والدينا احياءً وأمواتاً واجعل رضاهما سبيلنا إلى جنات النعيم ..💕💕

لكنك عند الله غالٍ؟

لكنك عند الله غالٍ


ج كان رجلٌ من البادية اسمه "زاهر" يحضرُ إلى المدينة، فيبيعُ فيها ما أحضره معه من البادية، ويشتري من المدينة ما يلزم أهله، وكان النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يُحبُّه ويُلاطفه، وكان زاهرٌ إذا جاء المدينة أحضرَ معه هديةً للنبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، فإذا أرادَ العودة إلى البادية جهَّزه النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم وأهداه! وكان يقول عنه: إنّ زاهراً باديتُنا، ونحن حاضروه! أي أنه يُحضر لنا من البادية ما يلزمنا، ونحن نُعطيه من المدينة ما يلزمه! وكان زاهرٌ هذا دميم الوجه، ولكنه كان يملكُ قلباً كأنه قطعة سُكَّرٍ! وكان مرةً مُنشغلاً ببيعِ بضاعته، فجاء النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم من ورائه دون أن يشعر فاحتضنه من الخلف يُريدُ أن يُمازحه، فجعلَ زاهرٌ يقول: من هذا؟ أَفلتني! فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم مُمازحاً يُريدُ منه أن يعرف أنه هو: من يشتري العبد؟ فقال زاهر: يا رسول الله، إذاً واللهِ تجدني كاسداً! فقال له: لكن عند اللهِ أنتَ غالٍ!

الأرق وعلاجه في الطب النبوي



الأرق وعلاجه في الطب النبوي

يونيو 27, 2020




🌴 *( الأرق عند النوم)*🌴.


✒ العلاج ؟


➖ *قال ابن القيم -رحمه الله -:*

🌴 *فَصْلٌ فِي هَدْيِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي عِلَاجِ الْأَرَقِ الْمَانِعِ مِنَ النَّوْمِ*🌴


🍂" *رَوَى الترمذي فِي «جَامِعِهِ»* عَنْ بريدة قَالَ: شَكَى خالد إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! مَا أَنَامُ اللَّيْلَ مِنَ الْأَرَقِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَقُلِ: اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَمَا أَظَلَّتْ، وَرَبَّ الْأَرَضِينَ، وَمَا أَقَلَّتْ، وَرَبَّ الشَّيَاطِينِ وَمَا أَضَلَّتْ، كُنْ لِي جَارًا مِنْ شَرِّ خَلْقِكَ كُلِّهِمْ جَمِيعًا أَنْ يَفْرُطَ عَلَيَّ أَحَدٌ مِنْهُمْ، أَوْ يَبْغِيَ عَلَيَّ، عَزَّ جَارُكَ، وَجَلَّ ثَنَاؤُكَ، وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ»

📚[الطب النبوي لابن القيم

كيف نفهم القدر


كيف نفهم القدر؟!..

لعل أحد أكثر الأسئلة التي تدور في أذهان الشباب المسلم خاصة.. هو ما يعرف فلسفيا باسم سؤال الشر.. وهو بكل بساطة.. لماذا خلق الله الشر والفقر والمعاناة والحروب والأمراض؟ لماذا يموت الأطفال في سورية؟ لماذا وهعدل السماوي مثل.. لماذا تزوج الجميع ولم أتزوج أنا؟ لماذا يمتلك بعض الناس كل شيء, ولا يمتلك بعض الناس أي شيء؟ لماذا خلقتني دميمة؟ لماذا أنا قصير؟ ما الحكمة من كوني فقيرا مدقعا؟ لماذا لا أنجب أطفالا كغيري؟ أين العدل الذي أين ؟ تعبنا.. تعبنا .. تعبنا..
طبعا سيكون من الرائع لو تمكننا من فهم تلك المتناقضات التي ترهق أرواحنا.. ومع أن هذا يبدو مستحيلا الآن.. إلا أن هذا فعليا قد حدث.. قبل ثلاثة وثلاثين قرنا من الان،
كان نبي الله موسى لديه كما لدينا الكثير من الأسئلة الفلسفية.. ليس أقلها رؤية الله (رب أرني أنظر إليك.. ) لكن الأهم على ما يبدو وموضوع مقالنا اليوم هو عندما سأل موسى ربه عن القدر.. وكيف يعمل.. وهي بالذات عين أسئلتنا اليوم.. فطلب منه الله عز وجل أن يلاقي الخضر عليه السلام.. والحقيقة التي يجب أن تذكر هنا.. أن الأدبيات الإسلامية تسطح مفهوم الخضر وتختزله في صفة ولي من أولياء الله.. في حين أنه الحقيقة أن الخضر عليه السلام يمثل القدر نفسه.. يمثل يد الله التي تغير أقدار الناس.. والجميل أن هذا القدر يتكلم.. لذلك نحن الآن سنقرأ حوارا بين نبي بشري مثلنا تماما.. لديه نفس أسئلتنا.. وبين قدر الله المتكلم.. ولنقرأ هذا الحوار من زاوية جديدة..
أول جزء في الحوار كان وصف هذا القدر المتكلم .. آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما.. أي أنه قدر رحيم وعليم.. وهذا أصل مهم جدا.. ثم يقول البشري موسى.. "هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا".. يرد القدر "إنك لن تستطيع معي صبرا.. وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا.. " جواب جوهري جدا.. فهم أقدار الله فوق إمكانيات عقلك البشري.. ولن تصبر على التناقضات التي تراها.. يرد البشري موسى بكل فضول البشر "ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا".. يرد القدر "فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا".. يمضي الرجلان.. يركبا في قارب لمساكين يعملون في البحر.. يقوم الخضر بخرق القارب.. وواضح تماما أن أصحاب المركب عانوا كثيرا من فعلة الخضر.. لأن موسى تساءل بقوة عن هذا الشر كما نتساءل نحن.. "أخرقتها لتغرق أهلها؟ لقد جئت شيئا إمرا".. عتاب للقدر تماما كما نفعل .. أخلقتني بلا ذرية كي تشمت بي الناس؟ أفصلتني من عملي كي أصبح فقيرا؟ نفس الأسئلة.. يسكت الخضر ويمضي.. طبعا الشاهد الأساسي هنا أن أصحاب المركب عانوا أشد المعاناة.. وكادوا أن يغرقوا.. وتعطلت مصلحتهم وباب رزقهم.. لكن ما لبثوا أن عرفوا بعد ذهاب الخضر ومجىء الملك الظالم أن خرق القارب كان شرا مفيدا لهم.. لأن الملك لم يأخذ القارب غصبا..
نكمل.. موسى لا زال في حيرته.. لكنه يسير مع الرجل (القدر) الذي يؤكد لموسى.. "ألم أقل لك أنك لن تستطيع معي صبرا؟" ألم أقل لك يا إنسان أنك أقل من أن تفهم الأقدار.. يمضي الرجلان.. يقوم الخضر الذي وصفناه بالرحمة والعلم بقتل الغلام.. ويمضي.. فيجن جنون موسى.. ويعاتب بلهجة أشد.. "أقتلت نفسا زكية بغير نفس؟ لقد جئت شيئا نكرا".. تحول من إمرا إلى نكرا.. نفس حواراتنا . والكلام صادر عن نبي أوحي إليه.. لكنه مثلنا.. ويعيش نفس حيرتنا.. يؤكد له الخضر مرة أخرى "ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا".. طبعا هنا أصل مهم.. أننا كمسلمون قرأنا القرآن ننظر إلى الصورة من فوق.. فنحن نعرف أن الخضر فعل ذلك لأن هذا الغلام كان سيكون سيئا مع أمه وأبيه.. "وكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا".. والسؤال.. هل عرفت أم الفتى بذلك؟ هل أخبرها الخضر؟ الجواب لا.. بالتأكيد قلبها انفطر وأمضت الليالي الطويلة حزنا على هذا الفتى الذي ربته سنينا في حجرها ليأتي رجل غريب يقتله ويمضي.. وبالتأكيد.. هي لم تستطع أبدا أن تعرف أن الطفل الثاني كان تعويضا عن الأول.. وأن الأول كان سيكون سيئا.. فهنا نحن أمام شر مستطير حدث للأم.. ولم تستطع تفسيره أبدا..
نكمل.. يصل موسى والخضر إلى القرية.. فيبني الجدار ليحمي كنز اليتامى.. هل اليتامى أبناء الرجل الصالح عرفوا أن الجدار كان سيهدم؟ لا.. هل عرفوا أن الله أرسل لهم من يبنيه؟ لا.. هل شاهدوا لطف الله الخفي.. الجواب قطعا لا.. هل فهم موسى السر من بناء الجدار؟ لا.. ثم مضى الخضر.. القدر المتكلم.. بعد أن شرح لموسى ولنا جميعا كيف يعمل القدر والذي يمكن تلخيصه ببساطة كالآتي..
الشر شيء نسبي.. ومفهوم الشر عندنا كبشر مفهوم قاصر.. لأننا لا نرى الصورة كاملة.. فما بدا شرا لأصحاب المركب.. اتضح أنه خير لهم.. وهذا أول نوع من القدر.. شر تراه فتحسبه شرا.. فيكشف الله لك أنه كان خيرا.. وهذا نراه كثيرا.. النوع الثاني مثل قتل الغلام.. شر تراه فتحسبه شرا.. لكنه في الحقيقة خير.. ولا يكشف الله لك ذلك.. فتعيش عمرك وأنت تعتقد أنه شر.. مثل قتل الغلام.. لم تعرف أمه أبدا لم قتل.. النوع الثالث وهو الأهم.. هو الشر الذي يصرفه الله عنك دون أن تدري.. لطف الله الخفي.. الخير الذي يسوقه إليك.. مثل بناء الجدار لأيتام الرجل الصالح..
فالخلاصة إذن.. أننا يجب أن نقتنع بكلمة الخضر الأولى "إنك لن تستطيع معي صبرا" لن تستطيع يا ابن آدم أن تفهم أقدار الله.. الصورة أكبر من عقلك.. قد تعيش وتموت وأنت تعتقد أنك تعرضت لظلم في جزئية معينة.. لكن الحقيقة هي غير ذلك تماما.. الله قد حماك منها.. مثال بسيط.. أنت ذو بنية ضعيفة.. وتقول أن الله حرمني من الجسد القوي.. أليس من الممكن أن شخصيتك متسلطة.. ولو كنت منحت القوة لكنت افتريت على الناس؟ حرمك الله المال.. أليس من الممكن أن تكون من الذين يفتنون بالمال وكان نهايتك ستكون وخيمة؟ حرمك الله الجمال.. أليس من الممكن انك ذات شخصية استعراضية.. ولو كان منحك الله هذا الجمال لكان أكبر فتنة لك؟ لماذا دائما ننظر للجانب الإيجابي للأشياء؟ ونقول حرمنا الله ليؤذينا.. نحن أصغر بكثير من أن يفكر جل وعلا في أذيتنا.. إنما كل ذلك لمصلحتنا.. لكننا لا نعي ذلك.. تماما كما لم تعه أم الغلام..
استعن بلطف الله الخفي لتصبر على أقداره التي لا تفهمهما.. وقل في نفسك.. أنا لا أفهم أقدار الله.. لكنني متسق مع ذاتي ومتصالح مع حقيقة أنني لا أفهمها.. لكنني موقن كما الراسخون في العلم أنه كل من عند ربنا.. إذا وصلت لهذه المرحلة.. ستصل لأعلى مراحل الإيمان.. الطمأنينة.. وهذه هي الحالة التي لا يهتز فيها الإنسان لأي من أقدار الله.. خيرا بدت أم شرا.. ويحمد الله في كل حال.. حينها فقط.. سينطبق عليك كلام الله.. يا أيتها النفس المطمئنة.. حتى يقول.. وأدخلي جنتي..
ولاحظ هنا أنه لم يذكر للنفس المطمنئة لا حسابا ولا عذابا..
من اجمل ماقرأت....