الأحد، 2 سبتمبر 2012

كيف يدوم الوفاء


يرق القلب وتذوب الروح في معاني الجمال عندما تعبر بها ولأجلها نفحات شذية معانيها الوفاء.. إنها فضيلة سامية لا ينال شرفها إلا من اعتادوا ترويض ذاكرتهم في ميدان البقاء الأبدي..
«وقلما... ساد امرؤ إلا بحفظِ وفائِه» الخسران يكون عندما تعدم صور الوفاء من حياتنا ويحل النكران بكل اقتدار واحتفاء! فهذا يشيع أمرا خاصا عن من صاحبه زمنا وذلك لا يستحضر إلا سيئا عن من يرافقه دوما! حتى عمت الأبصار والبصائر عن معاني الوفاء وصورها في الحياة.

إرث الوفاء
زار الخليفة المعتصم خاقان-ملك الصين-في مرضه فبدا للخليفة أن يمتحن بديهة ولده الفتح ويختبر ذكاءه وتأثير والده وسنه على عقله فقال له: يا فتح, داري أحسن أم دار أبيك خاقان؟
فأجاب الفتح: مادام أمير المؤمنين في دار أبي فهي أحسن، فقال الخليفة: نعم الجواب الحاضر جوابك يا فتح.

إن وفاءك للبشر الأقرب فالأقرب ليس مقتصرا على ملازمتك أو فراقك لهم وليس حكرا على عمر دون عمر أو قياسا على علو محبة أو دنو بل هي فضيلة شامخة لا تقبل إلا ثباتا كي تعلو بك لأعلى قمم الأدب والشرف طيلة ما حييت من عمر.

خطو الارتقاء 
إن السبيل لأن تكون وفيا محفوفا بالخير ميسر إن أردت فإليك بعض الخطو:

1 - الشكر: نشط ذاكرتك الزمنية قليلا باحثا عن من أفادك كثيرا تظنه قليلا أو العكس وذلك منذ سنوات وابعث برسالة شكر له أو هدية وإن فقدت طريقة التواصل فابحث ولن تعدم طريقا فدرب الخير يسير.

2 - الدعاء: إذا طرقت باب الدعاء فاصحب معك إخوتك من البشر ممن أمضوا عمرهم زمنا معك أو مع غيرك وقد عبر ذكرهم إليك أو لمست نفعهم.

3 - الثناء: إذا كنت في مجلس وسار الحديث عن خُلق فاضل فاذكر اسم من تعرفه ويتحلى به وأجزل الثناء عليه واعلم أنك تعزز من مكانتك لدى الآخرين لوفائك فيبدو الارتياح والاقتناع بكلمك وبذلك تحفزهم لفضيلتين وليست واحدة.

4 - المشاركة: إذا سمعت خيرا ناله من تعرفه منذ زمن وتحمل معك رقم هاتفه فهنئه عليه وإن كان لأهله فاثني على دوره وبارك له.

5 - الحفظ وحسن التقدير: اعلم أنه أيا كان ما نلته من غيرك قليله أم كثيره إنما هو هبة من أنفسهم وليس حق مسترد إليك فقدر الضئيل واحفظه بالوفاء لصاحبه وقاوم اغراءات لغو الأحاديث تنل شرف الخلود في الحياة.

6- أداء الوعد: إذا عاهدت أحدهم على شيء وإن كان بزلة لسان أو مجاملة فأده وإن طال أمدك وثق بأنه لا يخرج عن أمرين إما أنه لا يزال ينتظره أو خيبت أمله وفي كلاهما عليك الوفاء به ليسكن ضميرك ويصفو محيطك.

وقود للحياة«إن الوفيَّ يحفظ الجميل ولا ينساه ولو بعد عشرات السنين» 

كل شيء في هذه الحياة يمكن أن يصبح مصدر للسعادة اذا تغيرت نظرتنا

1 - نمِّ لديك تقدير الأشياء البسيطة الطيبة في نفسك
وذلك بالثناء على نفسك وتقديرها بشكر الله على ما فضَّلك به من نِعم.
2 - اعتد المديح لجميل القول والفعل فيمن حولك مهما بدا ضئيلاً
واحرص في ذلك على أن تلحظ ما لا يلحظه الكثيرون وتبدي إعجابك به
وبهذا تسهم في تنمية الإحساس بتقدير الحُسْنْ لدى الآخرين
وإن قدح قادح فذكر بـ: ﴿ولا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءهُم﴾.
3 - عِش لحظاتك مع الغير، واملأها بما يسعدهم وهكذا ستسعد
فكل ما تقدمه يرتد إليك بصورة أو بأخرى ولعل الأحاسيس أسرعها.
4- إذا واجهتَ الصعاب بالأمس فلا تحمل همها لليوم أو للغد أو طول العمر!
فقط اقطف وقتًا تحسم فيه الأمور، وتوكل حينها على الله
وعليك بالصدقة والدعاء، وثق بعدها بفرج عظيم يغلفه الرضا من عنده جل علاه.
5 - اعزم بجد على أن تصفِّي كلماتك
وتنتقي أعذبها وألطفها في حديثك مع نفسك ومع الجميع.
6 - لا تلقِ باللائمة على أحد
وتنسب إليه خضوعك أو كسلك أو فشلك أو ضعف شجاعتك تجاه مخاوفك
وتحمل بنفسك مسئولية ذاتك وارتق بها علمًا وخلقًا.
7 - تجنب تمامًا أن تصوِّر للآخرين سوء أحوالهم
وتبث في نفوسهم ولو ذرة يأس أو تعاسة!
وإن أفصحوا بكدر لك فكن حكيمًا وحررهم من قيد السلبية لسماء الإيجابية.
8- احذر المبالغة في ردة فعلك تجاه الأمور وتريث وحَكِّمْ عقلك والتفت لضميرك.
9- استمر في تحسين جوانب حياتك
الإيمانية والاجتماعية والعقلية والمادية والصحية، واستمتع بلحظاتها وتسلَّح بالرضا والفأل.
10 - تيقَّن كل اليقين أن السعادة مستودعة لديك
وأنت محركها بما في قلبك ويحمله فكرك ويقدمه فعلك؛ فبادر وابتسم واستبشر.
وقود لحياتك:
«كل شيء في هذه الحياة يمكن أن يكون مصدرًا للسعادة، إذا نظرنا إليه كمصدر للسعادة».

...