يرق القلب وتذوب الروح في معاني الجمال عندما تعبر بها ولأجلها نفحات شذية معانيها الوفاء.. إنها فضيلة سامية لا ينال شرفها إلا من اعتادوا ترويض ذاكرتهم في ميدان البقاء الأبدي.. « وقلما... ساد امرؤ إلا بحفظِ وفائِه » الخسران يكون عندما تعدم صور الوفاء من حياتنا ويحل النكران بكل اقتدار واحتفاء! فهذا يشيع أمرا خاصا عن من صاحبه زمنا وذلك لا يستحضر إلا سيئا عن من يرافقه دوما! حتى عمت الأبصار والبصائر عن معاني الوفاء وصورها في الحياة. إرث الوفاء زار الخليفة المعتصم خاقان-ملك الصين-في مرضه فبدا للخليفة أن يمتحن بديهة ولده الفتح ويختبر ذكاءه وتأثير والده وسنه على عقله فقال له: يا فتح, داري أحسن أم دار أبيك خاقان؟ فأجاب الفتح: مادام أمير المؤمنين في دار أبي فهي أحسن، فقال الخليفة: نعم الجواب الحاضر جوابك يا فتح. إن وفاءك للبشر الأقرب فالأقرب ليس مقتصرا على ملازمتك أو فراقك لهم وليس حكرا على عمر دون عمر أو قياسا على علو محبة أو دنو بل هي فضيلة شامخة لا تقبل إلا ثباتا كي تعلو بك لأعلى قمم الأدب والشرف طيلة ما حييت من عمر. خطو الارتقاء إن السبيل لأن تكون وفيا محفوفا بالخير ميسر إن أرد...
هذه المدونة خلاصة ماتقع عيني عليه ويعجبني واعتقد انه يفيد القارئ لن تقرأ في هذة المدونة إلا ماهو جميل ومفيد ورائع