السبت، 5 مايو 2012

ومن يتقي الله يجعل له مخرجا

 

إن حققت التقوى لله تعالى

فلا هَـمَّ مع تقوى الله

ولا مشاكل مع تقوى الله

اسمع قول ربي تعالى :[ ومن يتق الله يجعل له مخرجا ]

مخرجا ًمن كل شيء

من كل ضيق أنت فيه

من كل كربٍ أنت فيه

من كل غَمٍِّ و هَمٍّ ٍأنت فيه

من كل حزن و ألم أنت فيه

إن حققت التقوى جعل الله لك مخرجا من كل ذلك

و ستشعر  بالأنس والسعادة والرضا

ولملأ الله  قلبك بالرضا

ولأنزل على قلبك السكينة

وذلك إن حققت التقوى

 

إن حققت التقوى لله تعالى سيجعل الله لك مخرجا

مهما كان حجم مشكلاتك

ومهما كان حجم الخسران

ومهما كان حجم الابتلاء

ومهما كان حجم الفتنة

   

وأيضا ً إن حققت التقوى لله تعالى

قال تعالى : [ ويرزقه من حيث لا يحتسب ]

سيرزقك من حيث لا تحتسب

 

أفيرزق ربنا الكفار ؟!

وينسى أن يرزق من اتقوا ووحدوا العزيز الغفار ؟!

لا والله


وكما قالت بنت حاتم الأصم :

لقد نَظر إلينا مخلوقٌ نظرةً فاغْتَنَيْنا

فكيف إذا نظر الخالق إلينا

 

إن حققت التقوى لله تعالى

 

قال تعالى : [ ومن يتقِ الله يجعل له من أمره يُسْرا ]

يسَّر وسهل لك أمورك

 

قال تعالى : [ ومن يتق الله يكفـِّر عنه سيِّئاته

ويُعْظم له أجرا ]

 

حتى الذنوب تكفـَّر

وحتى الأجر يضاعف ويصبح عظيما عن الله تعالى

اقرأ قول الله :[ ومن يتق الله يجعل له مخرجا ]

ومن يتق الله ( هذا فعل الشرط )

يجعل له مخرجا ( هذا جواب الشرط)

 

حقق التقوى أولاً

لا تبحث عن جواب الشرط

قبل أن تحقق فعل الشرط

  

المشكلة

أننا نبحث عن جواب الشرط

قبل تحقيق فعل الشرط

 

حقق فعل الشرط

وكن على يقين بتحقق جوابه

 

لماذا أكون على يقين بتحقق جوابه ؟؟؟؟

لأن الذي وعد بذلك هو من بيده الأمر كله

نعم فهو الله جل وعلا

 

فالذي يدبر أمر الكون كله

ألا يدبر لك أمرك !!

وأنت عبد من عباده

و إلا

قال تعالى [فسنيسِّره للعُسْرى]  

فستكون كل الأمور متعسرة ومعقدة

في البيت في العمل في التجارة

في الوظيفة في الدراسة

كل الأمور معقدة

لأنك أنت من أغلقت الباب

أنت من استغنيت

وأنت من أعرضت

أنت ما حققت التقوى لله تعالى

اقرأ قوله تعالى : ( وَمَنْ يَتقِ اللَهَ يَجْعَلْ لَهُ من أَمْرِهِ يُسرًا )

( ذَلِكَ أَمْرُ اللهِ أَنْزَلَهُ إِلَيْكُمْ وَمَنْ يَتقِ اللهَ يُكَفرْ عَنهُ سيئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا  )

ذلك أمْرُ الله : أي حُكمُ الله

  

فالسماءُ  سَماؤُه

والأرضُ أرضُه

والمُلكُ مُلكُه

والحُكْمُ حُكْمُه

من علامات الإخلاص لله

عَنْ أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا قَالَتْ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ: "وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ": قَالَتْ عَائِشَةُ: أَهُمْ الَّذِينَ يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ وَيَسْرِقُونَ؟ قَالَ: "لَا يَا بِنْتَ الصِّدِّيقِ وَلَكِنَّهُمْ الَّذِينَ يَصُومُونَ وَيُصَلُّونَ وَيَتَصَدَّقُونَ وَهُمْ يَخَافُونَ أَنْ لَا يُقْبَلَ مِنْهُمْ، أُولَئِكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ"(1) قال العلامة المباركفوري في "تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي": {وَاَلَّذِينَ يُؤْتُونَ} أَيْ يُعْطُونَ {مَا آتَوْا} أَيْ مَا أَعْطَوْا مِنْ الصَّدَقَةِ وَالْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ {وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} أَيْ خَائِفَةٌ أَنْ لَا تُقْبَلَ مِنْهُمْ وَبَعْدَهُ {أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ} أَيْ لِأَنَّهُمْ يُوقِنُونَ أَنَّهُمْ إِلَى اللَّهِ صَائِرُونَ {أُولَئِكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ} كَذَا فِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ, وَفِي الْقُرْآنِ { أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ } أَيْ يُبَادِرُونَ إِلَى الْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ ( { وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ } ) أَيْ فِي عِلْمِ اللَّهِ وَقِيلَ أَيْ لِأَجْلِ الْخَيْرَاتِ سَابِقُونَ إِلَى الْجَنَّاتِ أَوْ لِأَجْلِهَا سَبَقُوا النَّاسَ. وَقَالَ اِبْنُ عَبَّاسٍ: سَبَقَتْ لَهُمْ مِنْ اللَّهِ السَّعَادَةُ. وَعَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ العَوَّامِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَكُونَ لَهُ خَبِيءٌ مِنْ عَمَلٍ صَالِحٍ فَلْيَفْعَلْ"(2). خبيء من عمل صالح: أي من الأعمال الخفيّة التي لا يطّلع عليها أحد من الناس, خالية من الرياء, فتكون خالصة لله تبارك و تعالى مثل صلاة النافلة في جوف الليل أو صدقة السر أو أي عمل آخر من الأعمال الصالحة. عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ الشِّرْكُ الْأَصْغَرُ" قَالُوا: وَمَا الشِّرْكُ الْأَصْغَرُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: "الرِّيَاءُ، يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِذَا جُزِيَ النَّاسُ بِأَعْمَالِهِمْ اذْهَبُوا إِلَى الَّذِينَ كُنْتُمْ تُرَاءُونَ فِي الدُّنْيَا فَانْظُرُوا هَلْ تَجِدُونَ عِنْدَهُمْ جَزَاءً"(3). الرياء لغة: معناه الإظهار. ومعناه شرعاً: (فعل الخير بقصد أن يراه الناس ويحمدوه عليه). فترى المُرائي يُحسِّن العمل أمام الآخرين، ولا يقصد طاعة اللّه بهذا التحسين للعمل. وإن من أهم أسباب الرياء: حُبّ الظهور والرئاسة وضعف الإِيمان. وأخطرُ نتائج الرياء: عدم قبول الأعمال عند اللّه تعالى، وعدمُ الثِّقة بين الناس. وقد جعل الله تعالى للأعمال شرطين أساسيين. هما: أولا أن يكون العمل صالحاً صواباً مشروعاً موافقاً للكتاب والسنة. وثانيا أن يكون عملا خالصا للّه تعالى بعيداً عن كل أنواع الشرك كبيرهِ وصغيرهِ.م