التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من يوليو 2, 2025

راقت لي

🦋 *ما عاد في العمر متسع للعتاب* كبرنا… نعم، بلغنا من العمر ما يجعلنا نحطّ الرحال في “منطقة العقل”؛ تلك المساحة الصامتة التي تُفضّل السلام على الجدال، وتختار السكينة بدل أن تشتعل بأوهج الغضب أو أن تتعب نفسها في شرح ما لا يُفهم. صرنا نرى الأشياء من الأعلى… لا لأننا أصبحنا أفضل، بل لأننا ابتعدنا عن الزحام الذي يعكر صفو القلب. لم نعد نحمل قلوبنا إلى طاولات النقاش… لا نعاتب، لا نكرر، لا نسأل “لماذا؟” ولا “كيف؟”. لقد استهلكنا من أرواحنا بما يكفي. نحن الآن نمرّ، نراقب، نبتسم، ونصمت… ليس جبناً، بل وعياً، ونضجاً، وحرصاً على راحة لم تعد تُشترى بالجدال. فما عادت الأوقات تحتمل الغرق في التفاصيل… تلك التفاصيل الصغيرة التي كانت تهمنا كثيراً، باتت الآن جسوراً نمرّ فوقها دون أن ننظر حتى للأسفل. نُسلّم بما كتبه الله، ونفهم أن الحياة ليست مسرحاً دائماً نحتاج فيه لتفسير أدوار الآخرين، أو حتى دورنا. نُسامح… بقدر ما نستطيع. ليس لأنهم يستحقون، بل لأن قلوبنا لا تطيق حمل الأذى أكثر. نسامح الأعداء، فالله كفيل بهم. ونسامح الأحباب، لأننا لا نريد أن نخسرهم في قلوبنا، حتى لو خسرناهم في الواقع. نُدرك أن كل لحظة تم...