الأحد، 9 أكتوبر 2011

الدنيا

عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: “إن الله تعالى جعل الدنيا ثلاثة أجزاء: جزء للمؤمن، وجزء للمنافق، وجزء للكافر، فالمؤمن يتزود، والمنافق يتزين، والكافر يتمتع”.
وقال بعضهم: “الدنيا جيفة، فمن أراد منها شيئاً فليصبر على معاشرة الكلاب”.
وقال أحد الحكماء: “إنك لن تصبح في شيء من الدنيا إلا وقد كان له أهل قبلك، وسيكون له أهل بعدك، وليس لك من الدنيا إلا عشاء ليلة وغداء يوم، فلا تهلك في أكله، وصم عن الدنيا وأفطر على الآخرة، وإن رأس مال الدنيا الهوى وربحها النار”.
وقيل لبعض الرهبان: كيف ترى الدهر ؟ قال: “يخلق الأبدان، ويجدد الآمال، ويقرب المنية، ويبعد الأمنية”. قيل:فما حال أهله ؟ قال: “من ظفر به تعب، ومن فاته نصب”.
وقال الحسن البصري رحمه الله تعالى: “من نافسك في دينك فنافسه، ومن نافسك في دنياك فألقها في نحره”.
وقال أحد الشعراء:
ومن يحـمد الدنيا لعـيش يسـره
فسوف لعمري عن قليل يلومها

إذا أدبرت كانت على  المرء حسرة
وإن أقبلت كانت كثيراً همومها
وقال آخر:
أرى رجالاً بأدنى الدين قد قنعـوا
وما أراهم رضوا في العيش بالدون
فاستغن بالدين عن دنيا الملوك كما
استغنى الملوك بدنياهم عن الدين

إن الزهد في الدنيا لا يعني أن يترك الناس الدنيا والعمل فيها ويذهبوا إلى الجبال والوديان ويعتزلوا الناس ويتعبدوا الله تعالى. ولكن الزهد في الدنيا يعني أن تبقى الدنيا خارج القلوب، وأن لا تكون أكبر  هم المسلم، ووأن يسخر العبد الدنيا لما يرضى الله تعالى. ولذا كان كثير من الصحابة أغنياء كعثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف وأبي بكر الصديق وغيرهم، ولكنهم سخروا هذه الدنيا لخدمة دينهم ودعوتهم  إن هذهلا تعني أيضاً أن لا يجتهد الإنسان في طاعة الله، ولا تدعو إلى أن لا يلح الإنسان طالباً ما عند الله، فشتان بين الخالق والمخلوق، إذ أن هذه القاعدة محصورة في علاقة المخلوق بالمخلوق، أما علاقة المخلوق بالخالق فهي على النقيض، إذ أن الجنة غالية ولا يجوز لمريدها أن يترك طلبها، وأن الله يحب الإلحاح في الطلب والدعاء

أثبتت كثير من التجارب والأحداث أن من ترك الدنيا وترفع عن اللهث في طلبها أتته وهي راغمة

اللهم لاتجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق