التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المؤمن من تسره الحسنة

على خُطى الرَّسول ﷺ
إذا عَمِلَ حَسَنَةً سرَّته

جاء رجلٌ إلى أبي ذرٍّ، وسأله عن الإيمان، فقرأ عليه أبو ذرٍّ قول الله تعالى: " لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ "
فقال الرَّجلُ: ليسَ عن البرِّ سألتك!
فقال له أبو ذرٍّ: جاءَ رجلٌ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فسأله عن الذي سألتني عنه، فقرأ عليه كما قرأتُ عليكَ، فقال له الذي قلتَ لي، فلما أبى أن يرضى، قال له النبيُّ صلى الله عليه وسلم: أُدْنُ مني!
فلما دنا منه، قال له: إنَّ المؤمن إذا عمل الحسنة سرَّته، ورجا ثوابها، وإذا عملَ السَّيئة ساءته، وخاف عقابها!

إذا سرَّتكَ حسنتُكَ، فأنتَ مؤمن!
الدنيا مزرعة الآخرة، ونحن نزرع فيها، والحصاد غداً حين نُقبلُ على الله تعالى، والمؤمن هو الذي إذا بذرَ بذرة خير في الدنيا، وجد سعادة في نفسه، وراحةً في قلبه، يعلمُ يقيناً أنه أراد بهذه الحسنة وجه الله تعالى، وأنه لاقيه لا محالة، وأنه لا أحد أوفى من الله، وأنه سيحسِنَ له الجزاء

وإذا ساءتكَ سيئتكَ فأنتَ مؤمن!
كلنا ذو خطأ، ولو كان للذنوب رائحة ما جالس أحدٌ أحداً، فسبحان من ستر منا ما نكره أن يراه الناس، ونشر لنا ما نحبُّ أن يراه الناس! يقعُ الذَّنبُ من المؤمن، فتجده يحزن، وينكسر قلبه، فيسارع على الفور بالعودة إلى الله، صلاةً، واستغفاراً، وصدقةً، وقيام ليل، ودمعة صادقة!
ولكن الخوف كل الخوف على من اقترفَ السَّيئة فلم يحزن، وعلى من عصى فظنَّ حلم الله عليه عجزاً، وعلى من فجرَ فسُتِر، فتمادى بدل أن يتوب!

يقول الدكتور محمد رجب: يا بُنيَّ، ليس أضرُّ ذنبك أوله ولا آخره، ولا دِقَّه أو جلِهُّ، وإنما مقتلُكَ عند أول ذنبٍ لم تتوجع له نفسكَ، ولم يستوحش منه قلبك، بل ألِفه واعتاده، ولم تجد فيه تلك الكسرة التي تحملكَ على التوبة! يا بُنيَّ لو أحسنَّا التفتيش في أيامنا لاستخرجنا ذنوباً كثيرة قد صارتْ من عادات الحياة، فما عادتْ تنتبه لحرمتها القلوب!
يا بُنيَّ: إنما أضرُّ ذنبٍ ما خدَّركَ!

أدهم شرقاوي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نصيحة لمن يشاهدون الصور والأفلام الإباحية

  رسالة ونصيحة لمن يشاهدون الصور والأفلام الإباحية  " إن الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة وأجر كبير " تأمل هذه الآية ووقف عندها كثيراً كثيراً أمام معناها ، الذين يخشون ربهم بالغيب .  هل أنت منهم ؟ الغيب معناه ألا يراك أحد ، أن تكون غائباً عن الخلق فلا يراك أحد فتدعوك نفسك للشهوة ، ثم تقول إن كان أحدٌ لا يراني فالله يراني .  قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ( إن العبد ليحرم الرزق بسبب الذنب يصيبه )  فاعلم ان انسداد ابواب الرزق امام عينيك هي بسبب ذنبك ولاتقول حظي سيء لا انه ذنبك ماجنته يداك فتأمل   يقول النبي صلى الله عليه وسلم  : ( لَأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورًا قَالَ ثَوْبَانُ يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا جَلِّهِمْ لَنَا أَنْ لَا نَكُونَ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَا نَعْلَمُ قَالَ أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ وَيَأْخُذُونَ مِنْ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ ال...

عشر نجوم تضيء حياتك

‏​‏​[ ‏​​‏​‏​‏​‏​‏​عشر نجمات تضيء حياتك ] • النجمة الاولى :  تذكَّر أن ربَّك يغفر لمن يستغفر، ويتوب على من تاب، ويقبل من عاد . • النجمة الثانية :  إرحم الضعفاء تسعد، وأعطِ المحتاجين تُشافَى، ولا تحمل البغضاء تُعافَى. • النجمة الثالثة :  تفاءل فالله معك، والملائكة يستغفرون لك، والجنة تنتظرك . • النجمة الرابعة : امسح دموعك بحسن الظن بربك، واطرد همومك بتذكُّر نعم الله عليك. • النجمة الخامسة :  لا تظن بأن الدنيا كَمُلت لأحدٍ، فليس على ظهر الأرض مَنْ حصل له كلُّ مطلوبٍ، وسلِم من أيِّ كدر. • النجمة السادسة :  كن كالنخلةِ عاليَه الهمَّة، بعيده عن الأذى، إذا رُمِيت بالحجارة ألقتْ رطبها . • النجمة السابعة :  هل سمعتَ أنَّ الحزنَ يُعيدُ ما فات، وأن الهمَّ يُصْلِح الخطأ، فلماذا الحزن والهم؟! • النجمة الثامنة :  لا تنتظر المحن والفتنَ، بل انتظر الأمن والسلامَ والعافية إن شاء الله. • النجمة التاسعة :  طفيء نار الحقد من صدرك بعفوٍ عام عن كلِّ من أساء لك من الناس . • النجمة العاشرة :  الغسلُ والوضوءُ والطيبُ والسواكُ والنظامُ أدويةٌ ناجحةٌ لكلِّ كدرٍ وضيق 