لكنك عند الله غالٍ؟

لكنك عند الله غالٍ


ج كان رجلٌ من البادية اسمه "زاهر" يحضرُ إلى المدينة، فيبيعُ فيها ما أحضره معه من البادية، ويشتري من المدينة ما يلزم أهله، وكان النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يُحبُّه ويُلاطفه، وكان زاهرٌ إذا جاء المدينة أحضرَ معه هديةً للنبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، فإذا أرادَ العودة إلى البادية جهَّزه النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم وأهداه! وكان يقول عنه: إنّ زاهراً باديتُنا، ونحن حاضروه! أي أنه يُحضر لنا من البادية ما يلزمنا، ونحن نُعطيه من المدينة ما يلزمه! وكان زاهرٌ هذا دميم الوجه، ولكنه كان يملكُ قلباً كأنه قطعة سُكَّرٍ! وكان مرةً مُنشغلاً ببيعِ بضاعته، فجاء النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم من ورائه دون أن يشعر فاحتضنه من الخلف يُريدُ أن يُمازحه، فجعلَ زاهرٌ يقول: من هذا؟ أَفلتني! فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم مُمازحاً يُريدُ منه أن يعرف أنه هو: من يشتري العبد؟ فقال زاهر: يا رسول الله، إذاً واللهِ تجدني كاسداً! فقال له: لكن عند اللهِ أنتَ غالٍ!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عندما يصبح وجودك كعدمه

الخلل ليس بجسدي ولكنه بقلبي

احذروا الحزن