السبت، 31 مارس 2012

من كتاب الروح لابن القيم

حكى عثمان بن سواد وكانت أُمه مَـن العابدات ، قال :‏ لما احتضرت رفعت رأسها إلى السماء ، وقالت‏:‏ يا ذخرى ويا ذخيرتي ومن عليه اعتمادي في حياتي وبعد مماتي لا تخذلني عند الموت ولا توحشني في قبري قال : فماتت فكنت آتيها كل جمعة وأدعو لها واستغفر لها ولأهل القبور ، فرأيتها ليلة في منامي فقلت لها : يا أماه ، كيف أنت‏ ؟ قالت : يا بنى ، ‍‍‍إن الموت لكرب شديد وأنا بحمد الله في برزخ محمود يفترش فيه الريحان ويتوسد فيه السندس والإستبرق إلى يوم النشور فقلت : ألك حاجة ‏؟ قالت :‏ نعم ، لا تدع ما كنت تصنع من زيارتنا فإني لأُسرّ بمجيئك يوم الجمعة إذا أقبلت من أهلك فيقال لي ‏:‏ هذا ابنك قد أقبل فأُسر ويُسر بذلك من حولي من الأموات . قال بشار بن غالب ‏: رأيت رابعة في منامى وكنت كثير الدعاء لها فقالت لي ‏:‏ يا بشار هداياك تأتينا على أطباق من نور مخمرة بمناديل الحرير‏ قلت ‏:‏ وكيف ذلك‏ ؟ قالت : هكذا دعاء الأحياء إذا دعوا للموتى واستجيب لهم جُعِل ذلك الدعاء على أطباق النور وخُمِرَ بمناديل الحرير ثم أُتِىَ به إلى الذي دُعِي له من الموتى فقيل له : هذه هدية فلان إليك. - [ من كتاب الروح لإبن القيم ] - • هم أموات و لكن أرواحهم تنتظر منا أبسط الدعوات ليفرحوا بها ،،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق