الخميس، 12 يناير 2012

الراحة في الجنة

د.عائض القرني 


 

 
{ لقد خلقنا الإنسان في كبد }

يقول أحمد بن حنبل , وقد قيل له : متى الراحة ؟  قال : إذا وضعت

قدمك في الجنة ارتحت .
 
لا راحة قبل الجنة , هنا في الدنيا إزعاجات وزعازع وفتن وحوادث

ومصائب ونكبات , مرض وهم وغم وحزن ويأس .
 
طبعت على كدر وأنت تريدها      صفواً من الأقداء والأكدار
 
أخبرني زميل دراسة من نيجيريا , وكان رجلاً صاحب أمانة

أخبرني أن أمه كانت توقظه من الثلث الأخير , قال : يا أماه

أريد الراحة قليلاً . قالت : ما أوقظك إلا لراحتك , يا بني

إذا  دخلت الجنة فارتح .

كان مسروق . أحد علماء السلف . ينام ساجداً , فقال له أصحابه

لو أرحت نفسك . قال : راحتها أريد .

إن الذين يتعجلون الراحة بترك الواجب , إنما يتعجلون العذاب حقيقة .

إن الراحة في أداء العمل الصالح , والنفع المتعدي , واستثمار الوقت

فيما يقرب من الله .
 
إن الكافر يريد حظه هنا , وراحته هنا , ولذلك يقولون :

{  ربنا عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب } .
 
قال بعض المفسرين : أي نصيبنا من الخير وحظنا من الرزق قبل

يوم القيامة .
 
{ إن هؤلاء يحبون العاجلة } , ولا يفكرون في الغد ولا في المستقبل

ولذلك خسروا اليوم والغد , والعمل والنتيجة , والبداية والنهاية .
 
وهكذا خلقت الحياة , خاتمتها الفناء , فهي شرب مكدر , وهي  مزاج

ملون لا تستقر على شيء , نعمة ونقمة , شدة ورخاء , غنى وفقر .

هذه هي النهاية :

{  ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين } .
 
فانظر أخى الحبيب  أين أنت من هؤلاء ؟

و اسأل نفسك ماذا قدمت من أجل دين الإسلام

لا أتكلم عن عبادات ( صلاة وصوم و زكاة و حج )


بل فهم شامل لهذا الدين  و عن أعمال صالحة تلقى بها لله عز وجل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق