الجمعة، 25 نوفمبر 2011

الى أصحاب الوجوه العابسة

الى أصحاب الوجوه العابسة




من الطبيعي أن نتعب في هذه الحياة وأن تؤرقنا همومها ولكن هل تستلزم معاناتنا هذه .. أن نرفع شعار العبوس ليلاً ونهار ؟‍


لو كان العبوس حلاً لمشاكل البشر ، لما رأيت شخصاً واحد .. تتربع على شفتيه ابتسامة .



يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( تبسمك في وجه أخيك صدقة ) أخرجه البخاري ، فأي ابتسامة تلك التي تكون صدقة ؟



وكيف يمكن استثمارها كوسيلة لكسب الآخرين ؟



وقبل أن نتلمس الإجابة الصحيحة على هذين السؤالين لا بد من استعراض لأنواع الابتسامات لنحدد بعدها الابتسامة التي نريد .



* أنواع الابتسامات :

1- ابتسامة الفرح ـ وذلك عند حدوث ما يفرح الإنسان من أمال دنيوية أو أخروية .



2- ابتسامة السخرية ـ يريد منها السخرية من الخصم وتحسيسه بفشل ما يقوم به وتحقيره .



3- ابتسامة النفاق ـ يقوم بها للحصول على بعض المآرب الدنيوية .



4- ابتسامة الخوف ـ يقوم بها تجنبا من شرور المقاتل ، ودرءا لفساده المتوقع



5- ابتسامة الجنون ـ تحدث عند فقدان التحكم بالعقل .



6- ابتسامة الحوادث المضحكة تحدث عند سماع بعض الحوادث المضحكة غير الاعتيادية .



7- ابتسامة الإخاء ـ والتي تنبع من قلب محب لأخيه لا لسبب سوى قربه من الله



وواضح من هذا الاستعراض أن الابتسامة النابعة من قلب محب للآخر في الله هي تلك التي عناها النبي صلى الله عليه وسلم .



وتشابهها تلك الابتسامة النابعة من قلب مشفق محب للخير للآخرين ،حريص على هدايتهم ، أنها تبدو مشرقة على وجه المبتسم وهو يطلقها من غير ابتغاء لأي مصلحة من المصالح الدنيوية الزائلة ، ولكن السؤال الذي يبقى مطروحا ، وهو كيف يمكن استغلال هذه الابتسامة في اكتساب الآخرين ؟



وحتى تكون هذه الابتسامة هي الابتسامة المثالية ، والتي لها قوة من التأثير والجاذبية لكسب الآخرين لا بد أن تتوافر فيها المواصفات التالية :



o أولا : أن نشعر المقابل أنها نقية من كل مقصد غير الحب الحقيقي والحرص على الهداية .


o ثانيا : أن تتصاحب مع مصافحة أو عناق أو كليهما خاصة إذا كان غائبا أو مسافراً .


o ثالثا : أن يصحبها كلمات الترحيب الجميلة والخالية من المبالغات الممقوتة .


o رابعا : أن يرفقها بالسؤال عن الأحوال والأهل والأبناء ، وبعض مشاكله الخاصة واهتماماته .


o خامسا : أن يناديه بأحب الأسماء إليه .



إذا الابتسامة طريقك إلى القلوب ، تماماً كما يكون عبوسك المستمر .. سبباً لنفورهم منك .





الابتسامة .. تخفف من التوتر ، وتجعل الإنسان متفائلاً ، يتعامل مع مشاكله بإيجابية في حين أن التجهم يضيف ثقلاً لا يحتمل .


..النفوس المتفائلة ))..

براكينُ همٍ تقذف بحممها نحونا ...
زلازل من أسى تدك أرواحنا ...
آلامٌ تحاصرنا بأسوارها المعتمة ...
يغتالنا فقدُ حبيبٍ .. وينال منا بُعد عزيز ...
أحبةٌ قد ملؤوا أرواحنا نوراً وقلوبنا لذة وسروراً ...
وبلا مقدمات فقدناهم !
تظلم الدنيا مع تلك الأحداث ...
ويضيق علينا هذا الكونُ الفسيح .. بعدهم مواكبُ أحزانٍ ...
تعتصرُ معها أفئدتنا ألماً وتنفطر لها أكبادنا فراقاً ...
فبعداً لقلوبٍ لا تسكن عن النبض .. وآه ثم آه لشخوصٍ لا تفيق من الهموم و الأحزان ...
ما أشد ظلمة البيوت بعدهم .. وما أسمج المعاني يوم فراقهم ...
نهارٌ غدا كالليل بظلمته ..وليلٌ طال بحُزنِه حتى مُلّ .. فيا لقلبٍ لاقى فوق ما نلاقي ...
ويا لروحٍ احتملت فوق ما تحتمل من عواظم الأمور ...
ينظر إلينا الآخرون، فيرون أجساداً قد ارتعشت أمام عواصف الحياة فيظنوننا أحياء ونحن أموات ...
وتظل الحياة بين إقبال وإدبار .. وتبقى أحوالنا بين مد وجزر...
{وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ}
وبين تلك الأحزان وهاتيك المصائب ...
هل ذُكر دواءٌ أنجع من الصبر، وهل عُهد بديل خير من التصبُّر
يا نفس صبراً فعقبى الصبر صالحة

لا بد أن يأتي الرحمن بالفرج
لم نأخذ على الدنيا عهدا بأن تصفو لنا ..
وأن تفرش لنا دروبنا بالحرير ..
فقد طبعت على الكدر



طبعت على كدر وأنت تريدها
صفوا" من الأقذاء والأكدار


في زحمة الحياة وبين أزماتها ...
قد تضيق مساحات الفرح ...
و لربما انتحرت فراشاتُ الأمل ...


ويبقى الإنسان الشجاع الذي يسير مع أعاصير الهمّ ...
يسابقها ولا يقف إلا عندما تقف!
يطرح الدنيا ويهاجر من الجميع قاصداً وجه العزيز عز وجل.
صبرنا أم جزعنا سوف يجري قضاء الله بالحق اليقين..
وبين الأمل والواقع مسافات تتقاصر بالتفاؤل
ومساحات تصغر بعظم الهدف ورُقي المقصد ..
والنفوس المتفائلة وحدها هي التي تمضي نحو أهدافها بثباتٍ ويقين .. وهدوء .. يأنس الجميع بها، وتصنع المستقبل لنفسها ولمن حولها ...

أحسن الحديث ..
(إنما يُوفَّى الصابرون أجرهم بغير حساب)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق