الخميس، 20 أكتوبر 2011

أين هذة الأخوة

أين هــذه الأخـــوة ؟





إخوتاه :


يا لهف نفسى على خل إفتقدت يداى يده !!

يا لهف نفسى على أخ كان ودى وده !

كان يجمعنا رباط فتناثر عقده .

كان لا يفارقنى سبيلاً فكيف بغول الطريق بعده ؟ !

وكأنها الدنيا تأبى حبيباً تديمه فما يلوح حتى ترده .

وكيف صفاء العيش للمرء بعدما تغيب عنه رهطه وحبه ؟

أما كان ربى ربه ؟ أما كان قصدى قصده ؟

أما كانت صلا تنا صلات قلوبنا أم قد قطع عهده ؟

أما كنا إذا باشرنا معاً أمراً تدنو أقاصيه ويهون أشده ؟

يا قوم ، إنى أريد أخى هذا فمن ذا يدلنى عليه حتى أرده .


آه من زمن اتخذ الناس فيه أهواءهم آلهة من دون الله !!

آه من زمن عبد الناس فيه المادة وأقبلوا على المنافع والمصالح !!

آه على زمن الفرقات والشتات ، آه على زمن قانونه " هات هات " ، زمن الجلب دون العطاء ، زمن الأنانية وحب الذات ، بل قل عبودية الذات .






ياقوم إنى أبحث عن حبيبى فى الله ، عن مؤنسى فى وحشتى ، عن مشاركى فى غربتى ، فهل بالله وجدتموه ؟.. هل بالله رأيتموه ؟ .






الأخوة صفاء القلب لله ، طمأنينة الفؤاد ، وراحة البال ، وهدوء الضمير ،

فلا نرتقب خوف الغدر وحسد الأعين وأذى الأيدى وكيد القلوب وحقد النفوس ، إنها ظلال الحب فى الله .

نحتاج إلى أخ كالمرآة ، يقيل كل منا الآخر من عثراته ، يحوطنى وأحوطه من ورائه ، يقيمنى وأقيمه ، يعيننى وأعينه ، فأين هذه الأخـــوة ؟!!


إن السبيل إلى إيجاده يبدأ من ذات كل واحد منا ، إننى كى أجده لابد أن أبدأ بنفسى .. فأكون أنا أخاك قبل أن أنتظر أن تكون أنت أخى .

كن أنت أخاً لكل من ترجو منه نظير ذلك تجن جزاءك وفاقاً .






أخى ...

امش ميـلاً وعد مريضـاً ، وامش ميليـن وأصلح بين اثنين ، وامش ثلاثة وزر أخاً فى الله ،

هـــذا جمال الأخوة ما أروعه !

هذه نسمته ما أجملها ! تلك روضاته ما أحلاها ! ..


فالأخوة الترنيمة الجميلة التى تهدأ بها النفوس ،

الأخوة الواحة التى فى ظلها تستريح القلوب .






كان محمد بن واسع يقـول : لم يبق من حلاوة العيش إلا ثلاث : الصلاة فى جماعة ، وكفاف من معاش ، وأخ يحسن المعاشرة .


( قد أفلح من أسلم ورزق كفافاً وقنعه الله بما آتاه ) رواه مسلم

هذه شهادة رسول الله صلى الله عليه وسلم

أما الثالثة فهى محل الشاهد " أخ يحسن المعاشرة "


قال ابن الجوزى : " وأخ مخلص وفى أندر من عنقاء مغرب " .


اللهم ارزقنا إخواناً نحبهم ويحبوننا ، ولكن حذار من فوات الإخلاص ! والإخلاص عزيز .






إخوتاه :


الأخ لأخيه أشد إلتصاقاً من الكف بالمعصم ،

ولاخير فى الكف المقطوعة ،

ولا خير فى الساعد الأجزم ،

إذا فزت بأخ فى الله فتمسك به ،

فأخ إخاء خير من أشقاء ولادة .






إخوتاه :


أخوك.. من خالفك على الهوى ، وأعانك على الحق ، وإن خالف الحق هواك .

أخوك .. من وافق سره علانيته ، فالصدق ! الصدق ! .

أخوك .. إذا صد عنك أقبلت إليه ، وإذا بعد عنك تدانيت منه ، وإذا حرمك بذلت له .

وإياك والتلون فى الوداد ، فالمودة ماء الحياة ،

ولا خير فى متوادين ينمو بينهم الخلل ،

وكل ما يعكر وداد الأخوة الصادقة سحابة صيف ما تلبث أن تنقشع ،

والعين حينئذ تنطق ، والأفواه ساكتة حتى ترى من ضمير القلب تبياناً .






إخوتاه :


لا خير فيمن يبادر السلام وتحت ضلوعه قلب سقيم ،

إذا سلم اللسان ، وصافحت اليد

فلا بد أن يسلم القلب كما سلمت النظرة والهمسة والابتسامة والكلمة .






إخوتاه :


كان بعض السلف يحذر من الإفراط ، ويدعو إلى ازدياد المودة فى القصد ، وخفض الصوت ، وقلة الإعجاب ، ولزوم التواضع ،

وترك الخلاف ، وعدم الإكثار على أخيك بالأعمال فيملك ويسأمك ، يقول : فإن المرضع إذا كثر مصه ربما ضجرت أمه فتلقيه


قال إياس بن معاوية لشيخ له : ماذا أفادك الدهر ؟ قال الشيخ : العلم به

قال إياس : ماذا رأيت أحمد ؟ قال الشيخ : أن يبقى للمرء أحاديث حسنة بعده .






إخوتاه :


يامن تعانون الأحزان ، وتقاسون من المحن والأشجان ، إخوانك جلاء أحزانك .

مر عبد الله بن مسعود مرة على أصحابه فقال : أنتم جلاء أحزانى .

نسأل الله أن يعافينا من الهم والحزن ، ومن العجز والكسل ، ومن الجبن والبخل ، ومن غلبة الدين وقهر الرجال .






إخوتاه :


أخوك حارسك ، عينك التى تبصر بها ما لا ترى .

أتى عمر بن عبد العزيز لأحد العلماء فقال : إن الملوك يجعلون العيون على الخليقة ، وأنا أجعلك عيناً على الخليفة ،

خذ بتلابيبى وقل : اتق الله يا عمر .






إخوتاه :


تمتعوا بلذة الحب فى الله ، وتواصوا بوصية الفاروق عمر رضى الله عنه حين قال : جالسوا التوابين فإنهم أرق أفئدة .

ومن رقة الأفئدة تبدأ المودة ، فعاشر الأخوة بالبشاشة والبسمة اللطيفة وطلاقة الوجه وإنفراج الأسارير .

قيل لأحد السلف : ما أبشك !! قال : إنه يقوم على برخيص نعم ما يكلفك شيئاً فلماذا تضن به ؟


قال حبيب بن ثابت : من حسن خلق الرجل أن يحدث صاحبه وهو يبتسم .






إخوتاه :


من لي بأخ يصفو لي كصفو الماء الزلال ، لقاؤه يسر ، وعده وفاء ، بعيد عن السوء ، لسانه عف ، طرفه كريم .


قال أحدهم : بلغنى عنك شيئاً كرهته .

فقال له أخوه : لا يضرنى عندك .

قال : ولم ؟

فقال له : لأنه إن كان ذنباً غفرته ، وإن كان باطلاً لم تقبله .

فقال له : مثلى هفا ومثلك عفا .

قال : مثلك اعتذر ومثلى اغتفر .






إخوتاه :


بعد كل هذا هل نويت ؟ .. هل ستزداد محبة لإخوانك ؟ .

هل ستحسن أخلاقك مع خلانك ؟ .. هل سيحسن ظنك بهم ؟ .


رجاءً ضعوا هذه الكلمات دائماً أمامكم ،

واتخذوا من الآن إخوة تحبونهم فى الله ،

تبحثون عنهم وستجدونهم ، تمد إليهم يدك لتتعاونوا على طاعة الله .


الأخوة كنز أغلى من الذهب

زين فى الرخاء ، وعدة فى البلاء .






هذا والله تعالى اجل وأكرم وأعلم وصلى الله وسلم وبارك على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق